منصة الصباح

الطيران في مواجهة الكورونا

بقلم /رامز رمضان النويصري

فلاي بي والضربة القاضية
في بداية شهر مارس الماضي (2020م)، ومع بداية انتشار فايروس الكورونا (كوفيد 19) (جائحة الكورونا)، أعلنت شركة فلاي بي (fly be) البريطانية عن إفلاسها، وانتهاء حكاية نجاح لم تستمر كثيراً. الأمر الذي كان بمثابة الفأل السيئ لشركات الطيران، وخاصة إن بعد حصول الشركة على إجازة ضريبية، لم تستطع الصمود وانهارت مع بدايات الجائحة، والتي اعتبرت الضربة القاضية.
هنا نذكر؛ إن فلاي بي أكبر مشغل للرحلات الداخلية في المملكة المتحدة، حيث كانت تنقل نحو 8 ملايين مسافر سنويا من 43 مطار في أوروبا و28 في بريطانيا.

طائرات متوقفة!!!
كم آلمني كثيرا مشهد الطائرات المتوقفة، وبشكل خاص الطائرات عريضة البدن، للكثير من شركات الطيران، وليست الشركات الليبية بأحسن حالاً، وهي الآلة المصممة للتحليق والتنقل، ويعتمد عليها الملايين في التنقل بين المدن والبلدان، والمساهم الأكبر في حركة النقل والشحن وتدوير عجلة الاقتصاد العالمي، بالرغم من هامش الربح في صناعة الطيران ليس كبيرا، مقارنة مع ما تطلبه هذه الصناعة من مصاريف، وما تقدمه من خدمات.
لقد أجبرت جائحة الكورونا، اتخاذ الكثير من الدول للإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفايروس، وتقليل حركة البشر، الأمر الذي توقفت في المطارات عن العمل، وبالتالي توقف حركة الطيران، بالرغم من إن بعض المطارات عادت للعمل لتنفيذ بعض الرحلات الاضطرارية لجلب العالقين ومن في حكمهم، أو لأعمال الشحن الجوي فيما يخص نقل الشحنات الطبية والدوائية، او عمليات الإسعاف.

السؤال هنا؛ هل يتوقف العمل على الطائرات حال توقفها الاضطراري هذا؟
الجوب؛ لا!!
فالطائرات حتى وهي متوقفة، فغنها تخضع لمجموعة من عمليات وإجراءات الفحص والصيانة التي تضمن الكثير من الأعمال، أقلها حماية المحركات ومن العوامل الخارجية، وسد كل الفتحات والمنافذ في جسم الطائرة، إلى أعمال تشكل التشغيل الأسبوعي لأجهزة الطائرة، وتنفيذ أعمال الصيانة مستحقة التنفيذ بالتاريخ.
وهو بند صرف غير مغطى!!

خسائر وخسائر للشركات!!!
في بداية الأزمة، وتوقف الكثير من شركات الطيران عن العمل، توقع اتحاد النقل الجوي الدولي الـ(أياتا) أن يخسر قطاع الطيران في العالم 252 مليار دولارا من عائداته للعام 2020م، أي ما يعادل ضعف توقعاته السابقة في هذا الإطار التي بلغت 113 مليار دولار.
قد صرح مدير عام الـ(أياتا)؛ ألكسندر دو جونياك، أن هذه الأزمة (أكثر الأزمات عمقا التي مرت على قطاع الطيران على الإطلاق)، موجها الدعوة إلى الحكومات لتقديم المساعدة لمواجهة (أزمة السيولة) التي تتعرض لها شركات الطيران، والتي يعمل بها نحو مليونين و700 ألف شخص حول العالم.
حيث دفعت الأزمة شركات الطيران حول العالم، لاتخاذ قرارات سريعة وخطوات طارئة، لوقف نزيف الخسائر، والحفاظ على استمراريتها. إذ قامت الشركات بإلغاء الرسوم على تغيير رحلات المسافرين لحجوزاتهم، وألغت أو أجلت طلبيات الطائرات الجديدة، وخفضت طاقة رحلاتها الدولية، وجمدت الوظائف، إضافة إلى خفض النفقات وأجور التنفيذيين.

10 تغييرات سيقابلها المسافر على الطائرات!!!
تقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أن معظم الفيروسات لا تنتشر بسهولة على الطائرات بسبب كيفية دوران الهواء وتصفيته.
وفي هذه الصدد أوضحت شركة (طيران الإمارات) على موقعها الإلكتروني، أنها قررت أيضًا تعديل طريقة تقديم وتغليف الوجبات والمشروبات على متن الطائرة؛ بهدف التقليل من لمس الموظفين أو المضيفات لها أثناء تقديمها؛ منعًا لانتقال العدوى بين المتواجدين في هذه الرحلات من المسافرين أو أطقم الخدمة.. كما طالبت الراغبين في السفر ضرورة ارتداء أقنعة الوجه والقفازات، والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي؛ تجنبًا لانتشار الفيروس؛ مذكّرة بأن جميع المسافرين سيخضعون لإجراءات الفحص الحراري بالمطار.

ومع هذا، وكما توقع الكثير ان العالم والكثير من العادات والسياسات ستتغير على مستوى العالم، فإنه من الثابت أن صناعة الطيران، ستتغير هي أيضا على مستوى التعامل مع المسافرين وخدمتهم، وفي هذا الشأن، هناك 10 أشياء من المتوقع أن يقابلها المسافر على الطائرة، وهي:

1- اختفاء الصحف الورقية والمجلات على متن الطائرة.
2- سيتم توزيع كمامة ومعقم كحولي على كل راكب.
3- الوجبات جافة وباردة ومغلّفة بإحكام ولن تكون معدة في الطائرة.
4- سيتم تعقيم المقصورات كل نصف ساعة.
5- سيكون هناك دورة جديدة في تدوير هواء مقصورة الطائرة باستخدام أجهزة جديدة.
6- إضافة صنبور الصابون بجوار صنبور الماء وصنبور التعقيم الكحولي، وإضافة رشاشات التعقيم الذاتية تعمل تلقائيًّا بعد كل شخص يستخدم دورة المياه.
7- طاقم الضيافة يستخدم كمامات وقفازات ومعقمات كحولية كل 20 دقيقة.
8- تعقيم الحقائب داخل مقصورة الحقائب في الطائرة.
9- النداء المتوالي على الركاب بتعقيم اليدين من قِبَل طاقم الضيافة.
10- بعض الطائرات سيكون بها كاميرا حرارية تُظهر الركاب المرتفعة حرارة أجسامهم.

في الختام، يقفز سؤال كبير؛ إلى أي مدى تستطيع شركات الطيران مواجهة فيروس كورونا؟ ثم؛ وهل لديها القدرة المالية الكافية للاستمرار؟ أم ستتدخل الحكومات لدعم هذه الصناعة من خلال محفزات وإعفاءات لدعم الطلب؟

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …