منصة الصباح

الصومال على الأقل

 

بقلم / جمال الزائدي

بغض النظر عن أجندات الآخرين ..اشقاء واصدقاء ..بلاد فيها كل هذه الثروات ..بشعب قليل العدد ..دين واحد لغة واحدة .. ..موقع استراتيجي ممتاز تحسدنا عليه افضل الدول .. إقليم جغرافي شاسع متنوع التضاريس ..كل العناصر لاقامة دولة مستقرة ومزدهرة متوفرة لدينا ..فقط ينقصنا القليل ..القليل من الحب .. والقليل .. القليل من الفهم والإدراك بأن هذه السفينة إذا غرقت فلن ينجو أحد ..ليبيا الواحدة – ولو في ضعفها الحالي – لقمة يصعب بلعها حتى على الوحوش الكبيرة ..اما برقة وحدها وطرابلس وحدها وفزان وحدها ..مجرد قطع بيتزا شهية يزدردها أضعف الجياع ..
يمكننا أن نهرب من مواجهة أنفسنا ونسوق الحجج والأدلة الدامغة على حجم المؤامرة الخارجية وشراستها ..لكن في النهاية جميعنا نعرف : – من السياسي السبعيني الذي يراوغ الموت بابتسامته الصفراء إلى أصغر ناشط فيسبوكي فينا أن الاغراب ما كانوا لينجحوا في التلاعب بمصير بلادنا لولا أنهم وجدوا المطايا والبرادع المحلية متاحة و جاهزة ..
من حق كل واحد منا نحن الليبيين السعي الى السلطة وهو حق متاح لأي مواطن في أية دولة يتوخى شعبها المساواة في الفرص ..المشكلة فقط أننا هنا في سبيل هذا السعي المشروع نستخدم أساليب وطرق انتحارية غير مشروعة و قديمة جدا تجاوزها إنسان العصر .. فبعضنا يريد أن يحكم ويؤبد حكمه كرها وغصبا عن المنطق المتعارف عليه وعن ارادة الآخرين ولو أدى ذلك إلى دمار بل واختفاء الوطن الذي يريد أن يحكمه .. أما الدولة ومؤسساتها فلم يتبق منها غير شبح البنك المركزي ومؤسسة النفط لضرورات دولية..
لم نعد نعد نحلم بسويسرا وسنغافورة ولا حتى رواندا التي ضحت بالديمقراطية السياسية من أجل ديمقراطية الحياة الكريمة .. صار الحلم ان نلحق فقط بالصومال الشقيق الذي انتخب برلمانه الجديد قبل أيام رئيسا للبلاد بدون مرتزقة وبدون ساعات صفر وبدون أن يصرف ربع مليار دولار في ثلاثة أشهر ..
لسنا نطلب من الطبقة السياسية ان تتحول إلى ملائكة ..كل مانطلبه أن يوازن الساسة بين مصالحهم الشخصية او القبلية والجهوية وبين مصلحة البلاد العليا .. أن يتوافقوا على اجراء الانتخابات في أقرب وقت قبل أن تدخل ليبيا في نفق التيه والضياع ..ولات ساعة مندم ..

 

شاهد أيضاً

متى تكون الوصية واجبة ، بنص القانون؟

أمنة الهشيك ينظم أحكام الوصية القانون رقم (7) لسنة 1994م فقد عرف فقهاء الإسلام الوصية …