اعتراف رسمي
أعلنت حكومة الاحتلال الصهيوني الجمعة 26 ديسمبر 2025، أنها أصبحت أول من يعترف رسميًا بـ«جمهورية أرض الصومال» كدولة مستقلة ذات سيادة، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية ومثيرة للجدل على المستويين الإقليمي والدولي.
علاقات دبلوماسية
وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو إن الاتفاق يتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب وهرجيسا، بما يشمل تعيين سفراء وفتح سفارات في الجانبين، إضافة إلى الإعلان عن تعاون مستقبلي في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد.
اعتراف ودعوة للزيارة
وأشارت تل أبيب، في بيانها، إلى أن هذا القرار يأتي في “روح اتفاقيات أبراهام”، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع السابقة مع دول عربية، كما وجّه نتنياهو دعوة إلى رئيس إقليم أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله لزيارة رسمية إلى دولة الاحتلال الصهيوني.
انفصال اول التسعينيات
وكان إقليم أرض الصومال قد أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية، وأسّس منذ ذلك الحين مؤسسات حكومية مستقلة، وعملة خاصة، وقوات أمن محلية، ويتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية مناطق الصومال، إلا أنه لم يحظَ باعتراف دولي كدولة ذات سيادة قبل القرار الصهيوني.
إدانات واسعة
وفي المقابل، أدانت الحكومة الصومالية الاعتراف الصهيوني، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة ووحدة الأراضي الصومالية، مؤكدة أن الصومال دولة واحدة غير قابلة للتجزئة، وأن القرار دولة الاحتلال باطل ولاغٍ. وأضافت مقديشو أنها ستتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية المتاحة للتصدي لهذه الخطوة.
كما وصف وزير الإعلام الصومالي الاعتراف بأنه تدخل متعمد في الشؤون الداخلية ويستهدف زعزعة استقرار المنطقة.
الاتحاد الافريقي وايجاد يدينان القرار
بدورهما، رفض الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) الاعتراف بإقليم أرض الصومال، مؤكدين التزامهما بوحدة وسيادة الصومال ومبادئ القانون الدولي، واعتبار أي اعتراف أحادي الجانب تهديدًا لاستقرار القارة الأفريقية.
انتهاك القانون الدولي
كما أصدرت عدة دول ومنظمات بيانات استنكار وإدانة واسعة، من بينها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، حيث وصفا الاعتراف بأنه انتهاك للقانون الدولي وتهديد لوحدة الصومال.
وأعلنت كل من مصر والسعودية وتركيا وجيبوتي إدانتها للقرار، مؤكدة دعمها الكامل للصومال الفيدرالية.
كذلك، رفضت منظمة التعاون الإسلامي القرار، وأكدت تضامنها مع الصومال ووحدة أراضيه.
الموقف امريكي
ويأتي القرار في وقت يعكس انقسامًا في المواقف داخل الولايات المتحدة، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه غير مستعد للاعتراف بـ«أرض الصومال» في الوقت الحالي، خلافًا للموقف الصهيوني، ما يعكس حساسية الملف في واشنطن.
أهداف جيوسياسية
وفي هذا السياق، أشار مصدر دبلوماسي ليبي، في تصريح لمنصة الصباح، إلى أن الاعتراف الصهيوني قد يكون مدفوعًا بأهداف جيوسياسية واستراتيجية تتعلق بموقع إقليم أرض الصومال المطل على مضيق باب المندب وخليج عدن، وهو موقع حيوي للملاحة الدولية ومسارات التجارة، ما قد يسهم في تعزيز النفوذ الصهيوني في القرن الأفريقي ضمن سياق أوسع من التنافس الإقليمي والدولي.
اعتبارات الأمن البحري
ويرى المصدر أن الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال» قد يرتبط أيضًا باعتبارات الأمن البحري، في ظل تصاعد هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وما تمثله من تهديد لطرق التجارة المرتبطة بإسرائيل. ويمنح الموقع الجغرافي للإقليم، القريب من مضيق باب المندب، تل أبيب هامشًا أوسع لتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي ومراقبة الممرات البحرية الحيوية.
ومع ذلك، ترى دول عدة أن هذه الخطوة تنتهك مبادئ احترام السيادة، وتُعد سابقة خطيرة قد تؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي.
فتح الأبواب لأزمة دبلوماسية
وفي الختام، يمثل الاعتراف الصهيوني
بـ«أرض الصومال» تحولًا غير مسبوق في السياسة الدولية تجاه هذا الإقليم الذي ظل لسنوات طويلة خارج منظومة الاعتراف الدولي، وقد فتح القرار أزمة دبلوماسية واسعة مع الصومال وعدد من الدول العربية والأفريقية، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي والمنطقة ككل.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية