منصة الصباح
البروفيسور الصادق مخلوف يرحل  تاركاً إرثاً من الطب والفن

البروفيسور الصادق مخلوف يرحل تاركاً إرثاً من الطب والفن

فقدت الأسرة الطبية والثقافية في ليبيا الاثنين الماضي   قامةً وطنيةً نادرة، برحيل البروفيسور الصادق مخلوف، أحد أعمدة الطب وجراحة العظام ومؤسسيها في مدينة بنغازي وليبيا قاطبة. لم يكن الراحل مجرد طبيب بارع، بل كان “إنسانًا” استثنائيًا جمع بين دقة الجراح وروح الفنان، ليرسم مسيرةً بدأت من أزقة بنغازي القديمة وصولاً إلى كبرى المحافل العلمية والفنية في العالم.

رحلة الكفاح والتميز العلمي وُلد الراحل عام 1937 في شارع “الشويخات” العريق ببنغازي ، ونشأ بين أروقة “مدرسة الأمير” التي صقلت بداياته. ومن بنغازي طار بجناحي الطموح إلى القاهرة، ليتخرج من جامعتها بتفوق عام 1963، ويبدأ سلسلة من النجاحات الأكاديمية بحصوله على دبلوم الجراحة العامة عام 1965، ثم تخصص جراحة العظام عام 1970، وصولاً إلى نيل الدكتوراه عام 1980. كما نال تخصصاً دقيقاً في تثبيت الكسور من سويسرا، وأثرى المكتبة الطبية بكتابه المرجعي (ESSENTIALS OF ORTHOPAEDICS AND FRACTURES).

عُرف الدكتور مخلوف بعطائه الذي لا ينضب في القطاع الصحي؛ حيث تقلد منصب مدير عام مستشفى الجلاء ببنغازي، وعميداً لكلية الطب، وكان عضواً فاعلاً في الجمعية السويسرية لتثبيت الكسور والجمعية الأوروبية لجراحة العظام. لم تكن هذه المناصب بالنسبة له إلا وسيلة لخدمة أبناء وطنه وتأسيس جيل طبي قادر على مواصلة المسيرة.

الفن في حضرة الطب هو ما ميز الفقيد هو “تعدد المواهب”؛ ففي الوقت الذي كانت يداه تجريان أعقد الجراحات، كانت ريشته تخط أجمل اللوحات. تعلم الرسم طفلاً على يد الأستاذ يحيى البدوي، وحمل لوحاته ليعرضها في معارض ناجحة بجنيف ولندن وباريس. وإلى جانب الفن التشكيلي، كان الراحل شاعراً وكاتباً وموسيقياً، مما جعل منه شخصية فذة قلّما يجود الزمان بمثلها.

يغادرنا البروفيسور الصادق مخلوف  ، لكن ذكراه ستبقى حيةً في قلوب تلاميذه، وفي شفاء مرضاه، وفي كل لوحة فنية أو بيت شعر خطّه بصدق وإخلاص.

شاهد أيضاً

اتساع دائرة التحقيق في حادث طائرة "الحدًّاد" ورفاقه

اتساع دائرة التحقيق في حادث طائرة “الحدًّاد” ورفاقه

كثّفت النيابة العامة التركية تحقيقاتها في حادث تحطّم الطائرة التي كانت تقلّ وفدًا عسكريًا ليبيًا، …