منصة الصباح

تجربة الحكم المحلي

تجربة الحكم المحلي

مفتاح قناو

صدر الأسبوع الماضي قرار البرلمان في طبرق بإيقاف رئيس الحكومة الموازية، المكلف من طرفه السيد باشاغا عن العمل وإحالته للتحقيق، وقد جاء في أسباب هذا الإيقاف أنه قد نتج عن فشل رئيس الحكومة في الدخول إلى مدينة طرابلس، وفشله كذلك في تحقيق ما وعد به، وتم تكليف احد الوزراء بديلا عنه.

وإذا نظرنا إلى هذا القرار نجد أن ظاهر الأمور يختلف كثيرا عن واقعها، فالدخول إلى طرابلس لا تحكمه رغبة السيد باشاغا أو غيره، بل إن أساسه هو إزالة ما يعرقل ذلك وهو وجود حكومة قائمة تمارس عملها من مقرها الرئيس في طرابلس، وهي حكومة معترف بها دوليا، وبغض النظر عن طريقة اختيارها، وخطوات وصولها للحكم، إلا أنه يجب الاعتراف بنجاح عمل هذه الحكومة، وما كان لها من تأثير في جميع مناطق ليبيا، من خلال الجهود التي بدلت لنقل العمل على مستوى البلديات، وهذا لا يعني نفي شبه الفساد في تعاقداتها، وفي صفقات العمل ونترك هذا لديوان المحاسبة والرقابة الادارية والأجهزة القضائية المختصة.

لكن ما يلفت الانتباه هو نجاح تجربة الحكم المحلي التي تطبقها الحكومة الحالية، حيث تم تحريك عشرات المشاريع الإسكانية، والخدمية المتوقفة، وتجديد وتوسعة الطرق من خلال البلديات في كامل أنحاء ليبيا، حيث استطاعت هذه الحكومة بسهولة ومن خلال تجربة الحكم المحلي الوصول إلى كل المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة الموازية والعمل فيها دون الحاجة إلى إرسال وفود أو فرق عمل لتلك المناطق حتى لا تصطدم بالموالين للحكومة الموازية.

عمداء البلديات يعرفون جيدا حاجة ومصلحة بلدياتهم أكثر من أي حكومة أخرى، لذلك تركوا الوهم الموجود بجانبهم وتواصلوا مع الحكومة التي ستفيدهم وتمدهم بالأموال اللازمة لتحريك المشاريع المتوقفة ببلدياتهم، ونحن نرى أن هذا عمل جيد، ونحث الحكومة على مواصلة السير في هذا النهج لما له من فوائد، فمن ناحية إستراتيجية نستطيع أن نقول بأنها خطوة هامة على طريق إلغاء المركزية المقيتة، ونقل الاختصاصات إلى عمداء البلديات ليتم الإشراف على العمل ومتابعته من طرفهم، والتخلص من الفساد الكبير في التعاقدات داخل مركزية وزاراتي التخطيط والمالية، ومن ناحية تكتيكية عملية نرى ضرورة توسيع العمل من خلال البلديات في جميع المجالات الإنتاجية والخدمية لما له من مردود ايجابي على المواطن، وكذلك للرفع من أهمية مناصب عميد البلدية وأعضاء المجلس البلدي، الذي سيمثل طوق النجاة لكل بلدية، وسيدقق الناس كثيرا في اختيار من سيقود بلدياتهم مستقبلا.

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …