مع دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، بدأ بالعمل على تحقيق وعوده الانتخابية، ومن أبرزها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كرر مرارًا أنه قادر على إنهائها “خلال يوم واحد”. وعلى الرغم من عدم تقديمه تفاصيل واضحة حول خطته، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى بدء تحركاته الجادة في هذا الاتجاه.
إشارات إيجابية من موسكو
شهدت العلاقات الروسية الأمريكية تحسنًا طفيفًا بعد فترة توتر خلال ولاية جو بايدن.وصفتها روسيا بأنها في أدنى مستوياتهم وأبرز مؤشر على ذلك كان إطلاق روسيا سراح المواطن الأمريكي مارك فوغل، المحكوم عليه بالسجن 14 عامًا بتهمة تهريب المخدرات. واعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز هذه الخطوة “بادرة حسن نية”، مشيرًا إلى أنها قد تكون إشارة على اقتراب حل الأزمة الأوكرانية الروسية.
اتصالات مباشرة بين القادة
ترامب الأربعاء عن تواصله هاتفيًا مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث ناقش معهما إمكانية وقف الحرب. وصرّح بأنه اتفق مع بوتين على وقف إراقة الدماء وبدء مفاوضات رسمية، مشيرًا إلى أنه كلف وزير الخارجية، ومدير الاستخبارات، ومستشار الأمن القومي بقيادة المفاوضات. وقال ترامب بثقة: “أشعر بأنها ستنجح”.
من جهته، أكد زيلينسكي أنه ناقش مع ترامب فرص تحقيق السلام، لكنه لم يوضح موقفه من شروط أي اتفاق محتمل.
الموقف الروسي
لم يركز الكرملين في تعليقه الرسمي على الحرب الأوكرانية، حيث اكتفى المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف بالإشارة إلى أن الزعيمين ناقشا قضايا عالقة بين بلديهما، بالإضافة إلى تأكيد ترامب لبوتين أنه سينفذ الاتفاقات السابقة المتعلقة بتبادل المواطنين وإعادة النظر في بعض العقوبات.
أما ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، فقد اعتبر أن الاتصال بين ترامب وبوتين يؤكد أن آمال الغرب في هزيمة موسكو “لن تتحقق أبدًا”، مشددًا على أن روسيا لن تستسلم أبدًا، وأنه لا يمكن أن تكون هناك “دولة مهيمنة واحدة على الكوكب”.
لن نخون أوكرانيا
في المقابل، شدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيست على أن جهود ترامب لإنهاء الحرب لا تعني “خيانة أوكرانيا”، مؤكدًا أن الضمانات الأمنية لكييف ستُناقش في اجتماع الناتو القادم.
أما الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتيه، فقد أشار إلى أن المكالمة بين ترامب وبوتين أعطت انطباعًا بأنها كانت “ناجحة”، لكنه شدد على ضرورة أن يكون السلام “دائمًا وعادلًا”، وليس مجرد وقف مؤقت للقتال.
خطوات مستقبلية
علن ترامب عن لقاء سيُعقد في ميونيخ يوم الجمعة لمناقشة التطورات، إلا أن روسيا بدت متحفظة، حيث ركّز بيان الكرملين على “تكثيف الاتصالات بين ترامب وبوتين”، بينما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اندهاشه من اعتبار العالم هذا الاتصال “حدثًا استثنائيًا”، رغم أن روسيا تدرك أن ترامب أكثر تساهلًا معها مقارنة بسلفه بايدن، بل ويميل إلى الموافقة على احتفاظها بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا.
هل اقتربت نهاية الحرب؟
لا تزال الأمور غير محسومة، لكن من الواضح أن إدارة ترامب تعمل على مسار دبلوماسي جديد قد يؤدي إلى تسوية، خاصة مع وجود إشارات إيجابية من موسكو. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيقبل زيلينسكي والغرب بشروط قد تعني تقديم تنازلات لصالح روسيا؟