منصة الصباح

الجوائح والفاشيات والأمراض المعدية

د.علي المبروك أبوقرين

مرَّ العالم والأمم بموجاتٍ متعددة من الفاشيات والجوائح، قضت على الملايين من البشر، ومنها الطاعون والجدري والحصبة والكوليرا والإنفلونزا الأسبانية والتيفوئيد والايدز والايبولا والزيكا والسارس وإنفلونزا الطيور، والكورونا ومتحوراتها التي لازالت تنتشر..
وتُهدد العالم موجاتٍ أخرى من الأمراض المعدية الخطيرة، وتنتشر الآن الحصبة في أكثر من 49 بلداً، منها بريطانيا وأمريكا..

وانتقلت انفلونزا الطيور N5H1 لأكثر من 63 نوعاً من الثدييات، بما فيها البحرية وآكلات اللحوم والمخلفات، والأبقار والمواشي، التي تشكل خطورة كبيرة على البشر، مع وجود بؤر أخرى لفيروسات مختلفة وطفيليات وبكتيريا ضارة تهدد حياة الناس، مما يستوجب أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الضرورية، التي تجعل من الأنظمة الصحية قادرة على مجابهة المخاطر الصحية الناجمة عن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، والاستعداد المبكر لها، بكل ما يجعلها قادرة على الاستجابة الفورية لحماية السكان..
وهذا يستوجب بذل المزيد من الجهود في دعم الطب الوقائي، بجميع الإمكانيات والوسائل الكفيلة بتحقيق التوعية الصحية المجتمعية، والتدريب للعناصر الطبية والطبية المساعدة، وتمكين كل المرافق الصحية على القدرة والاستجابة والمرونة في التشخيص والعلاج، وتقديم الرعاية الصحية الكاملة والمشورة، مع ضمان وتأمين التجهيزات الطبية اللازمة، وجميع أدوات وتجهيزات الحماية والتوقي للعاملين الصحيين والناس، وتفعيل آليات الترصّد والتقصّي والإنذار المبكر، والانفتاح على العالم وتبادل المعلومات والبيانات والتقارير الطبية، في كل ما يخص الأوبئة والأمراض المعدية، وأماكن ومعدلات انتشارها، مع ضرورة توعية المسافرين بأماكن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، والاحتياطات الاحترازية لاتباعها، ووضع السياسات الصحية والبروتوكولات الوقائية والتشخيصية والعلاجية، لمجابهة التحديات والمخاطر الصحية، لا قد.ّر الله، دون تعريض البلاد والعباد لأزماتٍ صحية واقتصادية واجتماعية..
حفظ الله أمتنا وبلادنا من كل بلاءٍ ووباء ..

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …