منصة الصباح

الثقافة العربية مهددة بالاغتراب والاندثار

عبداللطيف البشكار ابودربالة كوديخا

ولد في الزاوية عام 1962 بقرية أولاد الأزمرلي درس المرحلة الابتدائية حتى الصف الثالث بمدرسة الركينة بالزاوية حتى عام 1970. أتم دراسته الابتدائية والإعدادية بقرية الحرشة بالزاوية حتى عام 1976 .تحصل على الدبلوم الخاص العلمي من معهد محمد كامل مصطفى للمعلمين عام 1981 .التحق بمدرسة الزاوية الثانوية المسائية وتحصل على الشهادة الثانوية علمي عام 1983 .تحصل على ليسانس لغة عربية ودراسات إسلامية من جامعة طرابلس عام 1987 .نشر نتاجه الشعري والقصصي والنقدي في العديد من الصحف والمجلات …

شارك في العديد من المسابقات الأدبية ونال العديد من الجوائز .شارك في العديد من الندوات الفكرية والأدبية والمناشط الثقافية والفنية ومهتم بدراسة ونقد الفنون التشكيلية .شارك في العديد من الأمسيات الشعرية في العديد من المدن الليبية منها مهرجان جمعية مزدة أصدقاء التراث 1990 واحتفالية مرور مائة عام على صدور أول ديوان للشعر الليبي وعدة أمسيات ضمن فعاليات معرض طرابلس للكتاب والكثير من الأمسيات الشعرية في عدة مدن .

صدر له / ديوان صوت الجثة .. 2008

ديوان طفل اللوعة .. 2013

المصفوفة …….. 2013

أناناهوكم 2014

له عدة مخطوطات شعرية وثقافية

التقينا الشاعر عبداللطيف البشكار وتكلمنا عن بعض المواضيع التي تعد عناوين و مفاتيح دخول إلى عالمه الشعري وعالمه الخاص وللغوص عميقا والكشف عما لا يعرفه القارئ عن الشاعر البشكار  .. توجهنا له بأسئلة عن ماضيه وحاضره وارأئه في قضايا ثقافيا ونقدية وجاءت ردوده كما شخصيته عميقة هادئة .

القصيدة الجديدة عند الشاعر هل تنفي قصيدته القديمة ؟

في الشعرية المعيار ألاستباقي للنصية مغاير ولا يتأتى لنا الجزم مطلقا لنص دون آخر والقصيدة الواحدة محملة بحالات وجدانية متنوعة لا يمكننا تفتيت شحناتها الوجدانية … والحكم النقدي على تجربة شاعر لا تكون من نص واحد جادت به قريحته بل علينا الإطلاع على كل نتاجه و إذا تعمقنا في التراث العربي وليكن من عصر المعلقات هي قصائد تميزت لفحول الشعراء ولا يعني أن ما قالوه بعدها نفاها وكذا في العصور اللاحقة الأموي والعباسي والأندلسي والحديث ..بل هناك من يرى أن بعض الشعراء عرفوا بنص أو اثنين فقط كان لها الأثر الجوهري في ذيوع شهرتهم وما قالوه بعدها بقي طي النسيان والخلاصة ليس تماما أن يحدث الانتفاء وهذا يرجع إلى الشاعر وخصوصية تجربته .

 ما الذي يدفعك لكتابة قصيدة جديدة ؟

هي حالة من القلق والتأثر الفكري الوجداني تسيطر على الوجدان لا يمكن إطفاؤها إلا بالفضفضة قوة رهيبة لا يمكن مقاومتها فيحدث التفريغ العشوائي لتلك الشحنات وقد يكون هذا التفريغ مشوشا وغامضا فتبقى القصيدة مقفلة ويتعثر وصولها وأثرها ويعتمد نجاح التوهج على عوامل عديدة ومتداخلة هي عملية معقدة جدا تتضافر فيها ملقحات التكوين لينبلج البوح .

الا ترى أن الحداثة أفلست عربيا أم لك رأي مغاير ؟

من الإجحاف أن نحكم جزافا على ذلك ومحاولات التحديث متواصلة رغم الكثير من المعوقات … وينبغي أن نرصد الأمر كبانوراما شمولية المشروع الثقافي ككل كي يمكننا الحكم على ذلك  ومفهوم الحاثة لا يخص الشعر لوحده أو النقد بل هي كينونتنا ووجودنا برمته وهي مسألة معقدة وتحتاج إلى تشخيص دقيق خاصة في المرحلة الراهنة المضطربة والمسألة هي أزمة ثقافة عربية محملة بكم هائل من عوامل الطرد تقابلها عوامل إصلاح وزع إبداعي مختلف عن السائد ويصعب القطع بقول ناجز قد يكون متسرعا وتضافر تلك العوامل  وتمازجها هو مجمل مقومات الواقع الاجتماعي  و الحضاري العربي ولا يمكن فصل المعنى الحداثوي الأدبي والشعري عن المشروع النهضوي ككل  ومجمل القول بأن  الحداثة كمصطلح محلي بيئوي ربما أفلست لكنها تستدعي أدوات جديدة والآن نعيش بدايات جديدة ومخاضات ستغير كل الخرائط الفكرية على الأقل في هذا العقد والذي سيليه …

أين تكمن الأزمة في التنظير أو الإعلام أو الشعراء ؟

اعتقد بأنها أزمة متعددة الوجوه أوجزها بأنها أزمة في واقع الثقافة العربية وغربتها عن مهدها و لا أنكر ضرورة التلاقح والانفتاح على الآخر بشرط المحافظة على الجذور العربية والإسلامية ونحن مفتقرين إلى من يؤسس فلسفات نقدية حقيقية تتلمس أسس أكاديمية وعقلانية غرارا على فلسفات أدبية عريقة لدى الأمم الأخرى ولعل أبرز التجمعات الأدبية التي يشار إليها في الأدب العربي الحديث هي: جماعة الديوان والمهاجر وأبولو. وهي تجمعات قامت أساساً على تصورات شعراء نقاد، تقف عندهم ذاكرة النقد العربي الحديث باهتمام بيّن.‏ في العصر الحديث و كانت لأصحابها ملامح فكرية وفنية واضحة وبالنسبة للشعراء فإن  إمكانات الشاعر في فهم التجربة الشعرية ولو كانت في حدود تجربته الذاتية، فالشاعر إنما «يخلق عملاً فنياً مجسداً، وأنه لا يعرف بالضرورة النشاط الذي يقوم به ولا يهمه أن يعرف. وقد لا يعرف أن يصوغ ما يعرف بمصطلحات فكرية و لا يمكننا أن نهمل ما قدمه الرواد ومن لحق بهم من جهود فكرية وفلسفية أسهمت فيما وصلنا إليه من نمو ثقافي نستأنس به في استمرار تجاربنا اذكر منهم جابر عصفور والجابري وادونيس ولويس عوض ويوسف الخال وأنسي الحاج والماغوط جماعة مجلة شعر ومحمود أمين وسعيد عقل كلهم أسهموا إسهاما عميقا في التجربة الإبداعية العربية فقد أبدعوا ونظروا وكتبوا الشعر والنقد فهم رواد الحداثة العربية والشعر العربي الحر …

الترجمة إلى أي حد هي نقل صادق من لغة إلى لغة أخرى ؟

الترجمة تبقى عملية تقريبية لفهم المعنى المقصود من لغة إلى أخرى عامة .. وهي مقاربة لنقل النص الإبداعي من لغة إلى أخرى وفي أجناس الإبداع الأدبي هي نقل للمعنى وليس للنص الإبداعي ويبرز القصد هنا نقل تراجم الكتب السماوية مثل أسفار العهد القديم والجديد والقرآن الكريم فهي عملية شرح ونقل للمعنى الذي فهمه المترجم وكذا في الرواية ادبا وهي تكون أقرب ما يكون في الأدب السردي ويشترط في ذلك أن يكون المترجم أديبا ومبدعا يمتاز بحس نقدي مميز وأما الترجمة في الشعر فهي منتفية أصلا بتاتا لأن النص المترجم هو ابداع شعري جديد للمترجم الذي تقمص روح النص الشعري المنقول ولهذا كانت أجمل القصائد والدواوين المترجمة من نقلها شعراء كبار متمكنون من لغة الشاعر المترجم له ومنهم من ترجم لشعراء افذاذ في لغاتهم وكانت ترجماتهم مبتذلة في اللغة المنقولة ولكم في المكتبات شواهد كثر لشعراء كبار شوهت نصوصهم الترجمة …

ما مدى حاجتك كشاعر ليبي للترجمة ؟

النقل والمشاركة والانفتاح على تجارب عالمية هو اثراء للتجربة وتأخر ترجمة الشعر نرده لأسباب موضوعية تتعلق بحسب رأينا بظهور حاجة المتلقي العربي إلى المنقول الشعري، أو لأن العرب كانوا يفخرون بشعرهم على سائر الأمم، وربما لعامل الذوق الذي بدا في الشعر أكثر اهتماما منه عن سائر الفنون الأخرى أو لأن في ترجمة الشعر تضحية بالجهد والوقت أكثر مما في غيرها من الفنون أو لصعوبة ترجمته والمبدع الذي غذى تجربته بثقافات متنوعة تكون نتاجاته أكثر توهجا ورصانة من الذي اكتفى ببيئته المحليه وحاجة الشاعر المجدد للتلاقح من ثقافات الأمم المختلفة جوهرية فلولا الترجمة لما عرفنا الأليادة والأوديسة لهوميروس ولولاها لما عرفنا رباعيات الخيام ومسرحيات شكسبير وجماليات رامبو ومالارميه ولوركال وطاغور وناظم حكمت ورائعة هوجو البؤساء ومئة عام من العزلة لماركيز وغيرهم ..

ما هي العراقيل التي كانت ولا تزال تواجهك قبل وبعد عام 2011 ؟

البوح يعني أن يفضي المبدع بما لديه بحرية مطلقة دون رقيب أو قيود أو خوف وهذا ما كان في ظل النظام الشمولي قبل ثورة 17 فبراير نظام كمم الأفواه ولم يتح للبوح سبيلا ديدنه ما رسمه من مؤامرات و أكاذيب تروج له ولدوام حكمه وحكم ورثته  وكل رأي مخالف فهو مصادرو مطموس بالكتم والتعتيم والترهيب بكل السبل المريعة معززا بأجهزته الأمنية وسجونه في غياهب الظلام أو معلقا على أعواد المقاصل وقد عانيت تجربة مريرة من هذا النظام آلمتني كثيرا واستوقفوني وحققوا معي بسبب بعض النصوص الغامضة والتي أثارت جدلا حينها وأشهرها قصيدة أناناهوكم التي ألقيتها في بعض الأمسيات ثم منعت من النشر وقصيدة نداء المنسي التي تسببت في توقيفي عام 1988 والتحقيق معي بسببها ولم أتمكن إلا من نشر الديوان الوحيد في ذلك العهد ألظلامي وهو ديوان صوت الجثة وبصعوبة شديدة وأما ديواني طفل اللوعة وأناناهوكم فهما بعد ثورة 17 فبراير التي أتاحت للمبدع مساحات لا متناهية من حرية  البوح والإبداع ولكني احذر من ظهور بعض الجماعات والتي لا تعبر إلا عن نفسها لا عن الدولة الليبية دولة القانون والمؤسسات التي نطمح إلى دعم أركانها لتكفل حق كل مبدع وكاتب وأديب مثبتا في الدستور وأما المرحلة الحالية هي مرحلة مخاض وتكوين وصراعات غير ثابتة لا يجب إصدار الإحكام بخصوصها إلا إذا طالت مع هذا صارت الصحافة حرة وكل من يريد إصدار صحيفة أو مجلة أو كتاب له الحق دون قيد أو شرط وكل شاعر أو قاص أو كاتب له أن يكتب ويقول دون قيد وشرط إلا الشرط الاجتماعي والديني والذي يبدأ من الأسرة اقصد تناول بعض المواضيع إبداعيا بما يخدش الحياء ويتعارض مع معتقداتنا الإسلامية  وعاداتنا الاجتماعية و هذا يرجع إلى ثقافة المجتمع وسماحة الدين الإسلامي في حدود الخلق النبيل والنزاهة …

هل أنصفك النقد بالمتابعة والتحليل لأعمالك أم لا ؟

لا وخاصة في العهد الآفل ما هي إلا بعض التحليلات النقدية اذكر منها ما كتبه الشاعر محي الدين المحجوب في كتابه الرائع الجلوس مع الفكرة …

بعد سنوات من الكتابة والنشر والمشاركات كيف تقيم تجربتك الشعرية ؟

تجربتي الشعرية تجربة متنوعة كتبت الشعر بكل صوره المتعارف عليها ولكن ما أود التنويه إليه هو اجتراحي لبعض النصوص الشعرية التي اتكأت فيها على التوليد اللغوي واشتقاقي لمفردات عربية جديدة من الميزان الصرفي العربي لم ترد في القواميس والمعاجم العربية وهي تجربة  جديدة لم تكتمل بعد وأرجو بعد توزيع كتاب الأنا ناهوكم أن تحضي بما تستحقه من الناقد العربي والأكاديمي والمبدع من اهتمام .

والتغيير أو الحداثة أو النهضة آتية شئنا أم أبينا وهي الزامية حتمية كوجود الثلاجة والتلفزيون والموبايل والكمبيوتر في حياتنا حداثة تحترم كل الثقافات المحلية بكل تناقضاتها الجهوية والطائفية والقبلية والإقليمية لتتناول الثقافة كإبداع إنساني للمواطن الذي يتكلم العربية ويكتبها في عصر التسارع والمتغيرات المهولة

ما هي المصادر التي غذتك بالثقافة ومن خلالها احببت الشعر والأدب ؟

كانت النشأة في بيت يحب الشعر والفنون فقد كان والدي يقرض الشعر الشعبي وراوية يحفظ قصص ومآثر العرب وأيامهم وبطولاتهم وكان يرددها على الدوام أبو زيد الهلالي وعنترة والزير حتى في شيخوخته يأتونه أصحابه ويطلبون منه ذلك هذا المناخ الأولي الأسري كان له الأثر الأكبر في حبي للشعر والأدب عموما ثم في المدرسة الإعدادية كان الفضل لأستاذ اللغة العربية في شغفي بالشعر والأدب فقد توخانا بالرعاية والاهتمام وكان يحضر كتبا  شعرية وسردية للفصل ويقوم بقراءتها أمامنا خارج نطاق المنهج المقرر  وعرفنا بالشعراء الليبيين فهو أول من علمنا من هو رفيق المهدوي وأحمد الشارف وغيرهما ثم وجود بوادر الملكة الشعرية شجع على التبكير في المحاولات الأولى منذ الصبا .وأما في الثانوية والمعهد فقد رسخت التجربة بتكثيف القراءات والانفتاح على كل الثقافات العربية والمترجمة و لكني أذكر أن حفظ القرآن الكريم والمعلقات هو ما أسس لمخزون هائل من المفردات الفصيحة وصقل لغة التكوين .

ما حقيقة ما جرى بينك وبين علي مصطفى المصراتي وعلي فهمي خشيم وهل صحيح انه اعتدى عليك بالضرب؟

علي فهمي خشيم رحمه الله تهجم علي بدافع اختلاف زمن التلقي بين الأجيال لأنه كان رافضا أصلا كسر العمود الشعري التقليدي ومن يخالف أوزان الخليل يعد مجرما في حق القصيد حسب رأيه , كانت ثقافته كلاسيكية لا ألومه الأمر لم يصل للضرب بل قام من مقعده بسرعة غريبة وتوجه نحوي وأمسك بذراعي بيد واليد الأخرى أمسك بها أنفي بقوة فدفعت يده فأسترسل في الحديث نحوي بقوله انه لا يعترف بالشعر الحر فما بالك أنت تريد أن تدمر اللغة العربية بهذه التوليدات والاشتقاقات اللغوية الجديدة وانطلاقا من حرصه على القرآن الكريم خوفا من ضياعه بهذا المنطق الأهوج كانت تهمة كبيرة تشتم فيها رائحة التكفير فقد كان متطرفا في موقفه تجاه شاب تدفعه الحماسة و التجديد كان عمري حينها سبعة وعشرين عاما وقد أعجب بهذا النص (أناناهوكم ) نخبة من الأدباء والشعراء الليبيين عندما ألقيته في مهرجان قصيدة الصحراء بمزدة 1989 في مقدمتهم الروائي أحمد الفقيه والشاعر المرحوم علي صدقي عبدالقادر الذي كان حاضرا حيث وقف في المسرح وطلب من خشيم بالرجوع إلى كرسيه وأن يدعني أكمل الإلقاء ودافع بشدة عن القصيدة والشاعر مفتاح العماري والمحجوب والمرحوم أبو القاسم وحسين المزداوي وغيرهم وقد أقاموا ندوه حوارية احتفاء بالنص الجديد الوليد في مزدة أذكر منم الشاعر الفلسطيني جميل حمادة واعتبروها بداية الدخول في مرحلة جديدة من الكتابة الشعرية وأطلق عليها الدكتور الفقيه ما بعد الحداثة لهذا انتهز أول فرصة وقدمها كباكورة لتطور القصيدة في الاحتفالية التي أقيمت بمركز الجهاد بطرابلس بمناسبة مرور مائة سنة لإصدار أول ديوان للشعر الليبي للشاعر مصطفى بن زكري عام 1898 ثم حدث ما حدث علما بأن التصفيق والحفاوة في كلتا المناسبتين خيالية بالرغم من غموض النص وكثرة الترميز والتوليدات فكانت رسالة أدبية حركت المياه الآسنة بل لفتت رجال الأمن فعاودوا ملاحقتي من جديد.

وأما المصراتي كان موافقا لخشيم بالرغم من انه كان يتكلم بأقل حدة ويريد إقناعي بالعدول عن هذا الأسلوب في الكتابة بقوله هذه الفخامة والقوة في النص لو كانت في قصيدة حقيقية موزونة لكانت أفضل وحذرني من التيارات المشبوهة ظنهم أن الحداثة والتجديد مستوردة ستؤدي إلى التغريب في الإبداع .

يرى بعضهم انك غير طبيعي ..هل تعتقد انك على صواب ؟

في الإبداع والنقد الرصين لا يكون هكذا سؤال فالشاعر حالم يسبح في فراديس الخيال والجمال يستلهم من سر الحدث وينمق الأسطورة فكيف يكون هذا طبيعيا الشعر لا يخاطب العقل بل يسبقه بخطوة ويمهد له ويفجر حزم العواطف ويلطف توحش الشهوة وفي فلسفات نقدية لا حصر لها ولم ترسو على شاطئ خلصت في نظرية التلقي الى توحد الشعر والنقد وان المتلقي يشارك المبدع في النص لهذا ظهرت الفراغات والبياض في الشعر أخلص للقول بأن التجريب اجتراح عاصف ومغامرة للكشف والاكتشاف وأناناهوكم ربما نص سبق أوانه أو لم يكن هذا المتلقي المناسب .. وليست بغريبة  السخرية من الشعراء والعلماء في مجتمعات رازحة في قيود الجهل .

   من اين جئت الى عالم الشعر ؟

لا أدعي الكرامات وإنما ثقافة التنوع والانفتاح على كل الثقافات والعمق المعرفي تمثل مغذيات أساسية  للتجربة وهي دراية حثيثة بكل المذاهب والحركات الثقافية والفلسفات عبر التاريخ المكاني والزماني والوجداني .

هل وجدت اعمالك الاهتمام النقدي والإعلامي داخل ليبيا أم انك مهمش ؟

بالنظر لعمر التجربة لم احظي بالاهتمام الداخلي سوى الدعوات لحضور الأمسيات والندوات ولا أنكر فضل وزارة الثقافة بإصدارها ثلاثة دواوين لي لكن حركة النقد في ليبيا تكاد تكون منعدمة أصلا سوى معي أو حتى مع الآخرين .

مار أيك في من يسلط عليهم الضوء الإعلامي في ليبيا من شعراء وشاعرات ؟

لا يهم فالنص هو سلطان الحضور للتلقي والمتلقي النقي المثقف الحقيقي الذي يقدر الإبداع حق قدره أنا في تلك العقود لم أسعى وراء الشهرة والأضواء ولاحقتني لعنتها إلى هذا اليوم وأنوه أن غرض الشعر لما بعد بعد الحداثة بتكرار بعد يكاد يتلاشى انه يخدم الجمال متحررا من كل الأغراض التقليدية من مديح وهجاء وغزل ووصف الأمر أبعدو أعمق من ذلك بكثير .

هل يوجد نقاد في ليبيا أم أن من يدعون النقد هم مجرد كتاب صحافة يرتزقون من قراءات صحفية بعيدة عن النقد العلمي ؟

هناك نقاد ولم يتأتى النقد الرصين الأكاديمي الملم بآخر النظريات الجديدة نقدنا لا يزال انطباعي .

 ماذا قدمت لك وزارة الثقافة في بلدك وللثقافة عامة؟

كيف ترى اختيار وزراء الثقافة في الدول العربية ؟ هل تلبي وزارة الثقافة رغبة وطموح المبدع العربي في تقديم إبداعاته ومشاريعه ؟

لازالت تدور في فلك النظام الشمولي بالرغم ادعاءها الديمقراطي المزيف تتستر وراء واجهات هشة غارقة كغيرها في الفساد بشتى مظاهره تحكمها العلاقات الشخصية والقبيلة والحزب أو الانحيازية الفكرية لا حرية الرأي وانفلات الابداع فلم تقدر المبدع حق قدره والتغييب الذي عانيت منه من النظام السابق ساروا على ذات الوتيرة شرقا وغربا سواء فالوزارة لا ترتقي لطموحات وأحلام المبدعين ولا توجد سياقات مؤسساتية تقود خطاها تحكمها العشوائية تتخبط كسابق العهود المنصرمة هأنا أناهز الستين ولم تلتفت الوزارات لحقوقي ككاتب ضاع المثقف وضاعت حقوقه المادية والمعنوية وانكمش متقوقعا تلاحقه اللعنات من الماضي والحاضر فلا نقابات ولا روابط حقيقية تدافع عن حقوقه . الثقافة العربية تعيش حالة من اليأس والاغتراب بل مهددة بالاندثار أمام الوحوش السياسية والدينية المتغولة لذا فهي تنحدر في تتابع نكصي يبشر بالأسوأ.

شاهد أيضاً

خمسون منظرًا أديباً بارزاً.. في كتابٍ مُترجم

صدر حديثاً عن دار “التكوين للنشر والتوزيع”، كتاب “خمسون منظراً أدبياً بارزاً”، لمؤلفه “ريتشارد ج. …