منصة الصباح
التفاوت الطبقي في ليبيا… فجوة تتسع ومخاوف تتصاعد

التفاوت الطبقي في ليبيا… فجوة تتسع ومخاوف تتصاعد

استطلاع/ عواطف علي

يشهد المجتمع الليبي اليوم تحوّلات اجتماعية واقتصادية عميقة، أبرزها اتساع الفجوة بين طبقاته المختلفة بصورة لم تعد خافية على أحد.

فالتفاوت الطبقي لم يعد مجرد ملاحظة عابرة، بل أصبح واقعًا حيًّا ينعكس في تفاصيل الحياة اليومية، من مستوى المعيشة والخدمات إلى فرص التعليم والعمل.

هذا الواقع يفرض نفسه بقوة ويطرح أسئلة ملحّة حول مستقبل العدالة الاجتماعية في ليبيا.

واقع يضغط على المواطن
نادر عريبي

يرى «نادر عريبي» أن التفاوت الطبقي بات ظاهرة متنامية، إذ تتسع المسافة يومًا بعد يوم بين من يستطيعون مجاراة الظروف الاقتصادية القاسية، وبين من يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية. ويؤكد أن هذا الوضع لم ينشأ من فراغ، بل نتيجة تراكمات اقتصادية وإدارية وسوء تخطيط امتد لسنوات، ما جعل مستوى المعيشة يختلف من أسرة إلى أخرى بشكل لافت.

ويحذّر «عريبي» من أن استمرار هذا التفاوت دون حلول جادة سيقود إلى مزيد من الانقسام الاجتماعي، ويُفقد المواطن شعوره بالعدالة، وهو ما يهدد استقرار النسيج الاجتماعي.

عوامل تُعمّق الفجوة

بينما يربط « أيمن أبو لَبيدة » اتساع الهوة الطبقية بتدهور قيمة الدينار، وارتفاع الأسعار، وضعف الرقابة، وتفاوت مصادر الدخل، إضافة إلى غياب الاستقرار السياسي.

أيمن أبولبيدة

ويشير إلى أن هذه العوامل مجتمعة خلقت واقعًا صعبًا جعل الحصول على الخدمات الأساسية مرتبطًا بالطبقة الاجتماعية أكثر من ارتباطه بحاجة المواطن.

ويؤكد أن مظاهر الطبقية أصبحت واضحة في نوعية التعليم، ومستوى الرعاية الصحية، وحتى في المناسبات الاجتماعية، الأمر الذي يمس القيم الليبية الأصيلة القائمة على التكافل والمساواة.

اختلال في العدالة

توضح الأخصائية الاجتماعية « آمنة علي » أن التفاوت الطبقي بات ينعكس بشكل مباشر على الاستقرار الأسري والنفسي، خصوصًا لدى الفئات ذات الدخل المحدود.

وتضيف أنه من أخطر انعكاسات هذا التفاوت هو شعور المواطن بأن الفرص غير متكافئة، وهذا، برأيها، يزيد من الإحباط ويفقد الناس ثقتهم بالمؤسسات، خاصة لدى الشباب الذين يجدون فرص العمل محدودة ومتفاوتة حسب الطبقة والانتماء.

الحاجة إلى توازن يعيد الثقة
الطبقية صارت تظهر في التعليم والرعاية الصحية وحتى المناسبات الاجتماعية

آراء من قابلناهم وغيرهم تؤكد أن التفاوت الطبقي أصبح ملموسًا في أغلب جوانب الحياة، بدءًا من أسعار السلع والخدمات إلى جودة التعليم والرعاية الصحية.

هذا الطيف المجتمعي يتوجس من المآلات المستقبلية، وينادي بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عادلة باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

 

شاهد أيضاً

هل يقود الذكاء الاصطناعي الصحافة نحو عصر بلا صحفيين؟

هل يقود الذكاء الاصطناعي الصحافة نحو عصر بلا صحفيين ؟


‏استطلاع/ عفاف التاورغي مذ كرست نفسها سلطة رابعة، بُنيت الصحافة وربائبها من وسائل الإعلام على …