استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد
تُعد مشكلة عدم وضع الأسعار على السلع في الأسواق من أبرز القضايا التي تؤرق المواطنين وتخلق حالة من الشك وعدم الثقة في عدالة الأسعار. ويتساءل كثيرون عمّا إذا كان الأمر مجرد إهمال من التجار، أم أنه محاولة مقصودة لفتح الباب للتلاعب والمضاربة، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة. وفي هذا الاستطلاع استمعنا لآراء مواطنين وتجار حول أسباب الظاهرة والحلول الممكنة لضمان الشفافية.
إهمال أم تلاعب؟..
يرى كثير من المواطنين أن اختلاف أسعار السلعة الواحدة من محل لآخر يفتح باب الشك في نوايا بعض التجار، خاصة أن التسعيرة غائبة في معظم المحلات الصغيرة.
ويشير البعض إلى أن هذا الغياب قد يكون إهمالًا، بينما يرى آخرون أنه وسيلة مفتوحة للاستغلال، خصوصًا في ظل إنفاق الأسرة المحدود وارتفاع الأسعار المستمر دون مبرر واضح.
تحديات التجار بين تغيّر السعر وصعوبة التنظيم
التاجر أسامة إبراهيم:
يوضح أن تغيّر الأسعار اليومي — خصوصًا للسلع الأساسية — يجعل وضع التسعيرة بشكل ثابت أمرًا صعبًا، مشيرًا إلى أن بعض المحلات تعتمد على منظومة باركود أو طباعة ملصقات، لكن تحديثها يوميًا يستنزف وقتًا وجهدًا. ويضيف أن بعض المحلات تُجري عروضًا مؤقتة لجذب الزبائن، ما يؤدي إلى اختلاف الأسعار بين ساعة وأخرى.
ويعترف بأن غياب التسعيرة يسبب ارتباكًا للزبون، لكنه يؤكد أن الحل يكمن في إيجاد نظام منظّم يساعد التاجر على تحديث الأسعار بشكل سريع وسلس.

السيد سعيد:
يشدد على أن غياب التسعيرة خلق فجوة ثقة بين التاجر والمستهلك، خاصة مع استغلال البعض لتغيّر سعر الصرف.
ويشير إلى أن المواطن لا يجب أن يُفاجأ بسعر يختلف عن الأمس بلا تفسير، معتبرًا أن التسعيرة الواضحة هي السبيل الوحيد لضبط الأسعار ومنع التلاعب.
رقابة غائبة ومستهلك تائه

عبد اللطيف محمد أحمد:
يرى أن المشكلة ليست في التسعيرة فقط، بل في غياب الرقابة الحقيقية. ويوضح أن بعض المحلات تمتلك شاشات عرض أسعار لكنها غير مفعلة، ما يجعل المستهلك في حالة ارتباك دائم.
ويضيف أن غياب المتابعة اليومية من الجهات المختصة سمح بانتشار التفاوت بين الأسعار وخلق فوضى لا يستفيد منها إلا التاجر غير الملتزم.
الحلول التقنية: الباركود طريق نحو الشفافية

عبد القادر محمد يوسف:
يعتبر الباركود الحل الأكثر فعالية لضبط السعر وضمان عدم تغييره عند المحاسبة.
ويشير إلى أن أغلب المحلات الصغيرة ما زالت تعتمد على التسعيرة الشفوية، ما يترك مجالًا كبيرًا للاجتهاد والاختلاف. ويؤكد أن تعميم استخدام التكنولوجيا سيقلل من الأخطاء ويزيد الثقة بين التاجر والزبون.
السلع التموينية نموذج لاختلاف الأسعار

أحمد (عبد اللطيف عصام):
يبين أن السلع التموينية — مثل الزيت والكسكسي — تُباع بأسعار مناسبة أحيانًا، لكن شراء كميات كبيرة يؤدي إلى نقصها وارتفاع سعرها في مناطق أخرى.
ويرى أن وضع التسعيرة عليها ضروري لمنع الجشع وضمان عدالة الوصول إليها، خصوصًا مع الظروف الاقتصادية الحالية. ويشير إلى أن المواطن يضطر للتنقل بين محلات عدة ليجد أسعارًا مختلفة لذات السلعة، ما يعكس حجم الفوضى في السوق.
تسعيرة واضحة ورقابة فعّالة..
يتفق سعيد وعبد القادر وأحمد وعبد اللطيف محمد والتاجر أسامة على أن حل المشكلة يتطل:
إلزام المحلات بوضع الأسعار بوضوح على الرفوف
تعميم استخدام التكنولوجيا مثل الباركود والأنظمة الإلكتروني
تفعيل الرقابة الحكومية والحرس البلدي بشكل يومي
خطوات كهذه كفيلة بإعادة الثقة للمستهلك وضبط السوق ومنع الاستغلال، خصوصًا للسلع الأساسية التي تمس حياة المواطن مباشرة.

منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية