بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
———
أطفال صغار، وعمالة وافدة، واربعة، أو خمسة جالونات من المحروقات المهربة على قارعة البؤس.
هكذا ينتشر باعة البنزين، والديزل على امتداد أكثر من مئة وعشرين كيلو مترا، من الطريق الساحلي.
عدوة، أو متحولة “بن قردان” التونسية، أو فايا لارجو التشادية، تصيب عدد من مدن الغرب الليبي.
منظر بائس، وتلوث بصري، لا يليق بمدن في اخر هذا الربع الأول من القرن الواحد والعشرين.
أين اشجار الزينة، والمسطحات الخضراء، ولقطات الاشعاع الحضاري، والوجبات البصرية.
مكبات عشوائية، وبقايا مخلفات، وعبوات من البلاستيك، ومحطات وقود ينفخ فيها الريح بدون وقود.
المشكلة هو تهريب الوقود، عبر المسالك البرية، والأسوأ من ذلك البحرية.
ولكن سبب التهريب ليس فقط الاسعار، حيث سعر لتر البنزين في تونس يساوي سعر أكثر من ثلاثين في ليبيا.
كما أن السبب ليس فقط غياب المؤسسة الضبطية، حيث لا نجد جالونات البنزين، والديزل شرق مدينة طرابلس.
لا يمكن أن يكون سعر البنزين بأقل من سعر المياه، هذا تشوه اقتصادي.
ولا يمكن ان تدخل سفن إلى شواطىء ليبيا، يضخ لها الوقود المهرب على حساب الليبيين، ولا بحرية ليبية، ولا خفر سواحل، وهذه كارثة وطنية.
فمن منّا سمع ببحريتنا، أو خفر سواحلنا، وقد أوقفوا جرافة أو حتى قارب مالطي واحد بنهب وقودنا؟