منصة الصباح

الإعلامي أحمد المقصبي مدير راديو ليبيا الوطنية 

الإذاعة الوطنية  كطائر الفينيق عمر متألق لا يشيخ

على الرغم من تعدد محطات الراديو اليوم ، وانتشار منصات التواصل الحديثة عبر الانترنت،  يبقى لإذاعة ليبيا الوطنية نكهتها الخاصة ، وعشاقها الشغوفين بمتابعتها، وتاريخها الممتد لما يقارب السبعة عقود ، و المطرز طوال مسيرتها باسماء واصوات متميزة ، ارتبطت بالمستمع ، عبر برامج في شتى صنوف العلم والثقافة والمنوعات .
وتسعى ادارة الاذاعة اليوم إلى تحقيق معادلة تجمع بين هذا الإرث الضخم والتاريخ الحافل من البرامج والمنوعات والدراما ، وبين متطلبات العصر ، والمنصات الالكترونية بل وتغير الجمهور المتلقي للمحتوى ايضا ، وفي هذا الصدد تواصل إذاعة ليبيا الوطنية تطوير برامجها ومحتواها وتقنياتها ، وفق رؤية رصينة .و للوقوف على عمل الإدارة التقت منصة الصباح بالمذيع القدير الأستاذ  أحمد المقصبي  مدير إذاعة ليبيا الوطنية  ، للحديث عن العمل الجاري في هذا الإطار

حوار ــ عبدالله الزائدي

ــ  وسط القنوات الخاصة المنتشرة ووسائط السمعيات الحديثة عبر المنصات الالكترونية اين وكيف ترى الهوية السمعية للاذاعة الليبية الآن وهي الرائدة  ؟

ـــ   شكرا اولا لمنصة الصباح لاعطائي هذه الفرصة  للاطلالة على متابعيها ،  دعنا نبدأ الحديث بالقول أن التراث الاذاعي الليبي السمعي والبصري ، زاخر وغني ، ويضم كوكبة من الأسماء  والقامات الاذاعية و الطربية والفنية  في كافة المجالات  ،و هذا التراث وبعد عام 2011 تعرض للأسف الشديد  للنهب والسرقة،  بسبب انهيار الدولة  بشكل تام،  فمن سنحت له الفرصة للسطو على هذا الارث الغني  الذي  هو ملك كل الليبيين ، انتهز الفرصة  دون ان يقدر ثمن  الكنز الذي بين يديه ، وباعه بابخس الاثمان ، و الان  تبذل جهود كبيرة لجمع هذا التراث الفني من بعض الخيرين والمهتمين بهذا الجانب ، واعادة تبويبه وشراءه وحفظه في مكتبات الإذاعة  الوطنية سواء أرشيف تلفزيوني ، او سمعي ، وهي جهود طيبة  تستحق الثناء ، وتسعى الى عودة الحياة الى  من جديد الى الارشيف الليبي.

ـــ هناك أسماء مهمة عاصرت وقدمت للإذاعة الكثير مثل الاساتذة محمد نجم و فتحي بدر فاطمة الناجح و لطفي بن موسى و عبداللطيف الشويرف  وغيرهم ، هل سنسمع لهم حضورا في الاذاعة اليوم وهم من المكون الرصين في حضور الاذاعة الليبية  التاريخي ؟

ـــ اعتقد انه من الصعب  جدا عودة  هذه الأسماء الكبيرة والقديرة ،و التى كان لها حضورها اللافت و البارز،  وهي حاضرة  بكل تاكيد في المكتبة الاذاعية  في ليبيا ، ومن جانب   تقدم العمر ببعضهم ندعو الله أن يمدهم بالصحة،  نحن نقول أن ما قدموه خلال عقود من  الزمن  للمكتبة الاذاعية في ليبيا  من برامج   رصينة في اللغة والفن  والثقافة كافية  جدا لكي نفخر بها و نعيد تقديمها كوجبات برامجية بين الفينة والاخرى لانها صالحة لكل زمان .

ـــ هل هناك خطة للاستفادة من خبرات الاذاعة ونقلها الى الشباب ؟

ــــ  في الواقع ليس هناك من خطة واضحة  لنقل هذه الخبرات ،  وانت تعرف الفراغ الذي حصل  بعد ثورة فبراير 2011 ، وكاننا نؤسس الاذاعة من جديد، وتراجعت هذه الخبرات والكوادر المخضرمة ، وتقدم الشباب  الذين لا يجدون أمامهم سوى الاعتماد  على انفسهم ، واتحدث عن قطاع عريض ، اي غالبية من الشباب  المنخرط في  العمل الإذاعي،  وتوجد محاولات للرفع من مستوى هؤلاء الشباب المنخرطين في الاذاعة ، من خلال اقامة دورات تدريبية لرفع كفائتهم ، وتنظيم صالونات ثقافية و ورش عمل  تدريبية على المهارات ، للاستفادة من الاحتكاك  المباشرة واكتساب المعلومة و  الخبرة وكل ما يمكن ان يقدم فائدة ترفع من كفاءة الشباب ، ولكن هذا يقدم في الواقع بشكل خجول ومحتشم ،   وبين الفينة والأخرى ، ومع الأسف أقول إن هؤلاء الشباب ضحية هذا الفراغ،

ـــ  برامج الشباب والرياضة كانت حصتها هامشية في السابق على حساب الأنواع البرامجية الاخرى ما هو تصوركم لهذه البرامج و لمتابعة الدوري العام لمختلف الرياضات والمشاركات الليبية الدولية ؟ 

ـــ بالعكس اخالفك الراي، البرامج الرياضية حصتها في الخارطة الاذاعية محفوظة، خاصة متابعة الدوري لمختلف الرياضات من القدم والسلة والطائرة والألعاب الفردية ، وحصة   الأسد دائما لكرة القدم ، ومتابعة الدوري تتم من خلال  استوديوهات مباشرة تستضيف المحللين  والمعلقين للحديث عليها ،  و اتحدث هنا عن التلفزيون والراديو ، ونحن في اذاعة ليبيا الوطنية استطعنا أن نكسب عودة القامة الرياضة الكبيرة الاستاذ محمد بن تاهية إلى  جمهوره ومحبيه  من خلال برنامج من الملاعب ، وهذه قفزة إلى الأمام من أجل تفعيل هذا المجال الرياضى في الاذاعة الليبية .

ـــ كانت الإذاعة الليبية تقدم دراما مهمة  ، هل سنجد على خارطتكم عودة لعصر الدراما الإذاعية  الذهبي ؟ 
ـــ حسنا هنا لابد من الوقوف عند مشكلة الاذاعة في الإنتاج المادي وهو متقطع ، والبعض يراه غير منصف  لحجم الجهد ، و لكل اسبابه، وللمنتجين اسبابهم  الخاصة ، ولكن انا اتحدث هنا  اشارة الى سؤالك حول عودة الدرامة،  وهي عودة تحتاج الى تكلفة  مرتفعة ، وهذا عائق رئيسي  يحول دون  التعاقد مع فنانين  او كتاب هذه الاعمال التمثيلية الدرامية  حفظا لحقوقهم، فلا يمكننا التواصل للاتفاق مع ممثلين لإنجاز عمل درامي ما لم  نضمن حقوقهم ، وهي عادة مرتفعة، وهذه العقبة تؤخر الانجاز وان شاء الله  ستكون  لنا نظرة جدية لعودة العمل الدرامي  ولو عملا واحدا عبر إذاعة ليبيا الوطنية .

ـــ كنوز مكتبة الاذاعة الليبية وهي عدد ضخم من نفائس الانتاج الاذاعي الليبي ، هل في استراتيجيتكم إتاحة الاستماع اليها من جديد ؟

ــ نعم لدينا ارشيف في اذاعة ليبيا الوطنية ، بدأ الاهتمام به من جديد ، والمحافظة عليه بجهود زملائنا  ، وسيكون متاح للمستمع أن يستمع ويستمتع بهذه  النفائس من اعمال غنائية  من الزمن الجميل باصوات محمد صدقي  و شادي الجبل و علي الشعالية و نوري كمال و محمد الكعبازي و محمد رشيد وعبد اللطيف حويل  وغيرهم  من الاسماء التي لاتغيب عن ذاكرة  الليبيين و نردد أعمالها حتى هذه الساعة ، وهي أعمال مملوكة للاذاعة ، وتعاد عبر الوطنية، وأطلقت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت  منصة ، تحمل اسم  اذاعة زمان وهي الان تقدم الأعمال الفنية من مكتبة الاذاعة ويمكنكم الاستماع والاستمتاع بها

ــ استاذ احمد كمذيع وليس كمسئول  اود سؤالك وهو سؤال عام لايخص الاذاعة الليبية تحديدا، هل بات وجود مذيع يتكلم لغة سليمة أمر عسير الى الدرجة  التى صرنا نحن الى سماع لغة صحيحة ؟ 

ــ هو ليس بالامر العسير ، بل متوقف على رغبة المذيع نفسه  في تقوية  هذا العنصر المهم من عناصر  او مواصفات المذيع  الناجح ، و المذيع  اللامع ان صحة التسمية ، هو اهتمامه بهذه الادوات التى يعمل بها ، مثل اتقانه للغة العربية ، بضوابطها وقواعدها المختلفة نحوا وصرفا ، يتعلمها ويسأل والان  اصبح متاحا  ان يتعلم بشكل سلس  دون تعقيد من خلال منصة اليوتيوب والفيسبوك من مصادر التعليم المهمة ، حيث يقدم اساتذة عرب  محتوى تعليمي لمن يرغب في الاستفادة ، وهي فرصتهم ونصيحة مني الى الشباب اهتموا بهذا الجانب لأنه  يقيس ثقافة المذيع وقوته ومهارته  ، ما عدا ذلك لا نسميه مذيعا ولامحاورا ولا مقدم برامج

 

ــ ما هي الكلمة التي تحب ان توجهها عبر منصة الصباح  الى مستمع الاذاعة الليبية؟
أقول للمستمع  نحن نعمل ونبذل كل الجهود من اجل ارضائه، وتقديم برامج منوعة مختلفة ثقافية  وبرامجى تاريخية ودرامية ، وان تسنت لنا الفرصة والإمكانيات وبعد اسابيع من الان  سننطلق بالراديو المتلفز ،  لنتيح  للجميع متابعتنا وفي كل مكان من خلال صفحتنا على الفيس بوك  ، ومشاهدة مذيعينا والتفاعل معهم بشكل  مباشر وإبداء رغبتهم في كل ما يودون متابعته ، فاشكر الجميع والمستمع الذي يثق بنا.

شاهد أيضاً

الروايات بخوتْ

جمعة بوكليب زايد…ناقص حين صدرتْ روايته الأولى(خبزُ على طاولة الخَال ميلاد) منذ سنوات قليلة مضت، صار …