الخدمات الصحية تتوفر من خلال نظام صحي فعال ، ومتماسك ومتكامل وموحد ، ومنصف وعادل ، نظام صحي قوي ومستقر وديناميكي مستمر ومتطور ، قائم على قواعد علمية مهنية متينة ، ويسابق الحداثة في المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والبحوث والدراسات الطبية والصحية ، ومتقدم عن ما بعد الطموحات المرجوة عند الناس ، خواصه إستباقي ودائم الاستعداد ، ومرن وسريع الاستجابة ، آمن وفي المتناول مكانيًا وزمنيًا واقتصاديا ، يغطي جميع مستويات الخدمات الصحية من الاستباقية للتأهيلية ، ومن قبل الميلاد لبعد الوفاة لجميع الناس وفي كل مكان للفرد والأسرة والمجتمع والبلاد ، وأي خلل في هيكلية النظام الموحد أو تفتيته وتجزئته يشكل خطورة على صحة الناس وحياتهم ، نظام قائم على بنية تحتية صحية متكاملة ، مجهزة بأحدث التجهيزات الأعلى جودة وآمان ودقة وإتقان قائم عليها خبرات ماهرة ، ومنشآت صحية تلبي المتطلبات الصحية والبيئية والمكانية ، والسلامة والآمان موقعًا وإستخدام داخليًا وخارجيا وفي المحيط القريب والأبعد ، وسرعة وسهولة الوصول اليها والخروج منها ، وقدرتها على مجابهة المخاطر كالحوادث ومنها الحرائق وتسرب وانتشار الغازات والمواد الكيميائية ، والكوارث الطبيعية ومنها العواصف والسيول والانزلاقات الأرضية والزلازل ، والصراعات والحروب ، وقوى عاملة صحية مؤهلة تاهيل عالي ، من مؤسسات تعليمية جامعية حقيقية معتمدة ، وتدير مستشفيات تعليمية متكاملة ، ومناهج متطورة واعضاء تدريس متفرغين لكلياتهم فقط ويغطوا جميع الأقسام والتخصصات المختلفة وفق الهياكل التنظيمية الاكاديمية التعليمية والبحثية والتدريبية المتعارف عليها عالميًا ، وغير ذلك لا علاقة له بالتعليم والتدريب الطبي ولا بالمهنة وشروطها ، ولا أمان صحي يرجى منها ، ونظم تشغيلية قائمة أساسًا على المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية والنزاهة ، والأطر التنظيمية الفنية والقانونية والإدارية ، والمساءلة والمتابعة والتدقيق والمراجعة لكل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة بالتفاصيل الدقيقة لكل إجراء ومن قام أو يقوم به وكيف ومتى والنتيجة ، والسياسات والإجراءات والآليات التي تضمن حقوق المرضى وأمانهم وسلامة إجراءاتهم زمنًا وكيفية وكفاءة ، ورضا لهم ولذويهم ، وتحافظ على كرامتهم وتحميهم من سوء الممارسة وسوء المعاملة وسوء التصرف ، وتحفظ سرية المعلومات الصحية ، وتمنع الافشاء ، والاستخدام الغير سليم لها ، وتمنع الوصول لها وتداولها للغير مصرح لهم قانونيًا ومهنيًا ، غير ذلك لا آمان صحي مرجو ، النظام الصحي الآمن هو المنصف والعادل والمتساوي بين كل فئات وشرائح المجتمع ، وبين الأماكن والمناطق ، ولا يتأثر بالضغوط الاقتصادية والاوضاع المالية والاجتماعية ، ولا يعترف بالبدائل التمويلية الغير انسانية والغير أخلاقية التي تخضع للقيود التمويلية والموارد مثل التأمين الطبي واخواته ،
(على قد فلسوك ونوع تأمينك ونفوذك تأخذ الخدمات ) ..
الأمان الصحي بيئة نظيفة ، ومياه صالحة للشرب ، وهواء نقي وغذاء صحي ، ودواء آمن وكوادر طبية وصحية ماهرة وكفؤة وتتاجر مع الله ولا تتاجر في المرض ، ونظام صحي قوي وفعال ومنصف ، يعزز الصحة والعافية ويحقق الرفاه..
وفي ضل الوضع الصحي القائم ، أمراض مزمنة ووبائية تتزايد وتستفحل ، والعلاج منها يصعب ويتعقد ، والآمان الصحي مفقود …
د.علي المبروك أبوقرين