منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
الصباح / سعاد الفرجاني
تُعدُّ الأكياس البلاستيكية من الوسائل الشائعة لحفظ الخبز والأطعمة، غير أن الدراسات تشير إلى انتقال مواد كيميائية ضارة منها إلى الغذاء، خاصة عند تعرضها للحرارة، ما قد يؤثر على الصحة العامة للمستهلكين، لا سيما الأطفال والحوامل..
وحول هذا الموضوع المهم والحساس، أوضح الدكتور المهندس “مصطفى الشتيوي”، المكلف بأعمال المختبرات بالإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي، أبرز المخاطر وطرق الوقاية..
مواد مجهولة:
كشف الشتيوي أن الأكياس البلاستيكية الملونة وغير المعروفة المصدر قد تحتوي على أصباغ ومعادن ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم.
وأوضح أن الحرارة، مثل الخبز الساخن، تسهم في تحرر الجزيئات البلاستيكية والمواد الكيميائية بشكل أسرع، مما يزيد المخاطر الصحية على المستهلكين.
وأضاف أن بعض هذه المركبات، بما في ذلك مادة BPA (بيسفينول أ) الموجودة في بعض أنواع البلاستيك، قد تؤثر على الغدد الصماء وتوازن الهرمونات، وتزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري واضطرابات الغدة الدرقية وبعض أنواع السرطان، كما يمكن أن تؤثر على التطور العصبي للأطفال والخصوبة لدى البالغين.
خطر متراكم:
ونبه إلى أن إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية غير المخصصة لذلك دون غسل مناسب يسمح بتراكم البكتيريا والعفن، مضيفاً أن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض معوية ويشكل تهديداً إضافياً لصحة الأسرة.
ولفت إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الصحيحة عند حفظ الغذاء لتقليل المخاطر، مشيراً إلى أن التعرض المتكرر للمواد الكيميائية البلاستيكية يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات صحية طويلة المدى على الأطفال والحوامل، تشمل اضطرابات هرمونية وسلوكية وعصبية.
خيارات بديلة:
وأكد أن الأكياس الورقية غير المبيضة وأكياس القماش العضوية المصنوعة من القطن أو الكتان تمثل خيارات أكثر أماناً لأنها قابلة للتحلل أو لإعادة الاستخدام دون إطلاق مواد ضارة..
ونوه إلى أن السيليكون الغذائي الخالٍ من BPA والفثالات يعد خياراً ممتازاً للحفاظ على الخبز لفترات أطول، وعزا فعاليته إلى تقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة.
إجراءات آمنة:
ودعا إلى عدم وضع الخبز الساخن في البلاستيك، وتجنب الأكياس الملونة أو المعطرة غير المخصصة للطعام، مشدداً على ضرورة غسل أكياس القماش بانتظام..
وأشار كذلك إلى أن استخدام أوعية زجاجية أو خزفية داخل المنزل يشكل خياراً آمناً للحفظ اليومي للخبز..
خلاصة التحذير:
وشدد على أن الأكياس البلاستيكية الرخيصة وغير المعروفة المصدر تشكل خطراً واضحاً على الصحة، مضيفاً أن الأكياس الورقية والقماشية العضوية والسيليكونية عالية الجودة تمثل البدائل الأكثر أماناً لحفظ الخبز، ولفت إلى أن اتباع هذه البدائل يحمي المستهلكين من التعرض للمواد الكيميائية الضارة..
سلامة المستهلك:
ومن جانبه، أوضح المهندس “وائل الصغير”، رئيس مجلس إدارة منظمة الرقيب الليبية لحماية المستهلك، أن المعايير العلمية المعتمدة في مجال سلامة الغذاء ومواد التعبئة والتغليف، تحذر من استخدام الأكياس البلاستيكية غير المصنّفة للاستخدام الغذائي، خاصة عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، كما يحدث عند تعبئة الخبز الساخن مباشرة بعد خروجه من الأفران..
وأشار الصغير إلى أن هذه الظاهرة تُعرف علميًا بـ«الهجرة الكيميائية»، حيث تنتقل بعض المكوّنات البلاستيكية إلى الغذاء نتيجة تأثير الحرارة، ما يشكّل عامل خطر محتمل عند التعرض التراكمي لهذه المركبات وقد ينعكس سلبًا على الصحة العامة على المدى الطويل..
مسؤولية وقائية:
وشدد الصغير على ضرورة الالتزام باستخدام مواد تعبئة معتمدة للأغذية، مثل الأكياس الورقية أو القماشية، معتبرًا أن سلامة مواد التغليف جزء لا يتجزأ من منظومة سلامة الغذاء وتشكل عنصرًا أساسيًا في الوقاية الصحية وحماية المستهلك..
ودعا الصغير أصحاب المخابز والمستهلكين على حد سواء إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب حفاظًا على الصحة العامة، مؤكدًا أن اتباع البدائل الآمنة والوعي بالمخاطر يقي من التعرض للمواد الكيميائية الضارة..
