منصة الصباح
إعادة افتتاح المتحف .. تعزيز للهوية الوطنية وإستعادة للذاكرة الجمعية

إعادة افتتاح المتحف .. تعزيز للهوية الوطنية واستعادة للذاكرة الجمعية

استطلاع/ نفيسة حمزة

بعد أكثر من عقد من الإغلاق، عاد المتحف الوطني الليبي ليفتح أبوابه من جديد، معلنًا تقدم الذاكرة الوطنية خطوة نحو موقعها الطبيعي كواجهة حضارية، عبر وسائل حديثة ولغة تواكب العصر.

المبنى القابع في قلب «السرايا» التاريخية، يقف على مساحة تقدر بـ 12 ألف متر مربع، ويتكون من 4 طوابق ويضم أكثر من ألف قطعة أساسية داخل 45 قاعة عرض، يقدم الدليل على أن ليبيا المتكئة على تاريخ تليد لا يمكن أن تستسلم للاندثار.

كمال يوسف الشتيوي
كمال يوسف الشتيوي
هدف سامٍ

هو ما يحمله افتتاح المتحف، كما يؤكد مديره «كمال يوسف الشتيوي»، الذي يعد شواهد هذا الصرح دليلاً على الحضارة الليبية ضاربة في جذور التاريخ، كما يلفت إلى التنوع التاريخي الكبير، الذي يعكس فسيفساء حضارية يمكن أن تمثل القوة الدافعة لأية تنمية مستقبلية.

التنوع التاريخي الكبير في أروقة المتحف يعكس الفسيفساء الحرارية للبلاد
التنوع التاريخي الكبير في أروقة المتحف يعكس الفسيفساء الحرارية للبلاد

 

في رحاب التقنية

ويشير كذلك إلى التغييرات التي طرأت على المتحف، بعد أن طالته يد الصيانة والتطوير، ففي “السابق كانت المعلومات تقتصر على قصاصات ورقية، أما اليوم فتعتمد القاعات على الشرح بالصور والأوصاف شبه التفاعلية، بالإضافة إلى أجهزة ترجمة حديثة جعلت المعلومة أوضح وأسهل للزائر.

ثم يردف قائلاً: نحاول مواكبة التطور التقني الكبير، وحرصنا على أن يكون لكل قاعة نبضها الخاص من حيث الفكرة والمحتوى.

ليبية من المهجر المتحف جعلني أفكر في العودة
ليبية من المهجر المتحف جعلني أفكر في العودة
تعاون دولي

ويكشف مدير المتحف عن استمرار التعاون مع المؤسسات الدولية المختصة، فمنذ 4 عقود ويزيد نواصل التعاون مع بعثات أثرية إيطالية، خاصة في الآثار الرومانية، مع الاعتماد الأساسي على كوادر ليبية.

ويشيد أيضاً بجهود حكومية في سبيل استرداد القطع الأثرية المنهوبة من الخارج، حيث تزين ردهات المتحف 26 قطعة تم استردادها مؤخراً.

عين من المهجر

خلال طوفنا المتحف الوطني، قابلنا زواراً كثر، مستبشرون بالافتتاح الذي أتاح لهم النظر عن قرب لتاريخ كتبت فصوله على أرضهم، منهم من اعترته نوستالجيا الطفولة، عندما يمم أول مرة شطر هذا المبنى، وآخرون قطعوا آلاف الأميال لرؤية التحديثات.

ماريا زغوان
ماريا زغوان

بيد أن أبرز زائرة كانت مهاجرة إلى أستراليا اسمها «ماريا زغوان» ترطن بعربية مختلطة بحجم، قالت إنها سعيدة بالمتحف وزيارته، وأن هذه الزيارة، إلى جانب جولاتها في عدد من الأماكن بطرابلس، دفعتها إلى إعادة التفكير جدًّا في فكرة العودة للعيش في ليبيا، وهي الفكرة التي كانت تستبعدها تمامًا في السابق، كاشفة أن ما رأته من اهتمام بالتراث وتنظيم وعرض حضاري منحها شعورًا بالأمل.

التحديثات جعلت المتحف يواكب العصر ويقرب التاريخ للزائر
التحديثات جعلت المتحف يواكب العصر ويقرب التاريخ للزائر

شاهد أيضاً

مريضة وطبيبة يشخصان أزمة علاج الأورام في ليبيا

مريضة وطبيبة يشخصان أزمة علاج الأورام في ليبيا

حاورتهما/ عواطف علي معاناة مرضى الأورام لا تخفى على أحد .. مأساة تترع من نهر …