الصباح-وكالات
في سباق مع الزمن تسعى مصر جاهدة قبيل مؤتمر برلين الخاص بالازمة الليبية و المزمع عقده في الشهر المقبل لفرض ملفاتها الخاصة على جدول أعمال هذه المؤتمر .
وفي هذا الصدد يعمل النظام المصري جاهدا على ارسال رسالة لمؤتمر برلين بانه يمتلك ورقة ضغط سياسية في الملف الليبيى وهى تمرير الاجندة المصرية عبر مجلس نواب في طبرق والمرتهن للسياسة المصرية الداعمة بقوة للحفتر ومشروعه في فرض نظام عسكري في ليبيا على غرار النموذج المصري .
ولتنفيذ هذا المسعى سارعت السلطات الحاكمة في مصر الدعوة لعقد اجتماع للاعضاء الموالين لها في القاهرة تحت رعاية وتنظيم من المخابرات المصرية ..
في كل دعوة مصرية بزعم إيجاد حل للأزمة الليبية ـ يتهافت نواب طبرق دون غيرهم لإجابة الدعوة؛ لكون مصر داعمة لمشروع الحرب على طرابلس الذي باركه هؤلاء النواب.
هذه الدعوة المصرية قابلتها ردود فعل محلية رافضة لها باعتبار أن مصر دولة غير محايدة وتدعم مشروع الهيمنة العسكرية الذي يقوده حفتر.
مجلس النواب في طرابلس والذي يستمد شرعيته من اتفاق الصخيرات أكد أنه لن يشارك في لقاء القاهرة باعتبار أن مصر لم تكن طرفا محايدا في الحرب على المناطق الرافضة للهيمنة العسكرية.
وأعلن النواب أن انحياز مصر يفقدها الأهلية في الوقت الراهن لتبني أي مبادرة لحل الأزمة الليبية ما لم تتراجع عن مواقفها السابقة وتوقف دعمها للحرب على طرابلس، مؤكدين أنهم يرحبون بأي مبادرة سياسية من شأنها جمع الفرقاء الليبية تحت رعاية ليبية أو تبنيها من قبل طرف نزية ومحايد.
وأكد عضو مجلس النواب عن بنغازي سعد الجازوي، أن المخرجات التي ستنتج عن اجتماعات بعض النواب بمصر ستكون في صالح حفتر الذي تدعمه القاهرة في عدوانه على طرابلس.
وقال الجازوي، في تصريح ، إن اجتماع النواب الذين يمثلون إرادة الأمة الليبية خارج ليبيا هو رسالة غير صحيحة يمكن توظيفها سياسيا من القوى المتصارعة على البلاد في توجيه القرارات في اتجاه معين.
بدوره نفى عضو مجلس النواب بطرابلس جلال الشويهدي، وصول عدد المجتمعين من النواب في القاهرة إلى تسعين عضوا، مشيرا إلى عدم تجاوزهم الـ45 نائبا، وفق قوله.
وأضاف الشويهدي في تصريح صحفي، أنه إذا كان لمجلس النواب في طبرق تسعين نائبا فإنه لا حاجة له إلى عقد اجتماع في القاهرة.
وتابع العضو بمجلس النواب أن مصر ودولا أخرى تعمل ضمن عدة محاولات لإسقاط حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وفق تعبيره.
أما عضو مجلس النواب عن مصراتة محمد الرعيض فعدّ اجتماع مصر مخالفا لكل القوانين الليبية والدولية، لافتا إلى أن هذا الاجتماع حضرته المخابرات المصرية وهو ما يجعله بعيدا كل البعد عن الديمقراطية وعن مصلحة ليبيا.
وأضاف الرعيض، في تصريحات صحفية، أن هذا الاجتماع جاء في وقت غير مناسب أرادت به مصر خطف رأي مجلس النواب والسيطرة عليه بادعائها أنها جمعت نحو 90 نائبا، وكأنها ترسل رسالة بأنها تحصلت على النصاب القانوني لإعطائهم الشرعية مجددا، مشيرا إلى أن عدد النواب الحاضرين لا يتجاوز الـ 50 نائبا.
ورأى عضو المجلس عن مدينة الزنتان عمر غيث، أن هؤلاء النواب مستمرون في عنادهم وشرخهم للنسيج الاجتماعي في ليبيا في وقت تحصد الحرب فيه الأرواح، وتبث الدمار والخراب، مشيرا إلى أن بيان النواب المجتمعين في القاهرة لم يُشِر إلى وقف الحرب على طرابلس.
وأضاف غيث، في تصريحات صحفية، أن اجتماع عدد من النواب في القاهرة يأتي للتشويش على مؤتمر برلين المزمع عقده المدة القادمة، وعلى أي حل يلوح في الأفق لليبيين للخروج من هذه الأزمة، مبينًا أن مجلس النواب في طرابلس أكد، في بيانه، أن مصر طرف في المشكلة الليبية، وهي منحازة إلى جهة معينة، ولا يمكن أن تكون محايدة.
وأشار غيث إلى أن مجلس النواب كان يجهز لإنشاء لجنة مختصة بالملتقى الوطني الجامع الذي كان سيعقد في أبريل الماضي، قبل أن يفاجأ بالعملية العسكرية على طرابلس، مؤكدا أن النواب لم يكن لديهم علم مطلقا بهذه العملية، وهذا ما جعلهم يعقدون جلساتهم من العاصمة طرابلس رفضا لهذه العملية العسكرية.
ولا تزال مصر تحلم بدور المنقذ في الملف الليبي من خلال فرض هيمنتها وإعادة تجربتها الانقلابية على مدنية الدولة في ليبيا، وهو ما جعلها تعاود الكرة مرة أخرى بعقد اجتماع للنواب طامحة بتغيير أهداف مؤتمر برلين القادم وتوجيهها لصالحها.