منصة الصباح

اتركوا الكرة في ملعب أوروبا

يصل دخل الفرد في دولة افريقية مثل السيشل، وغينيا والغابون إلى أزيد من دخل الفرد في لبيبا مرتين وثلاثة.
أما عن مؤشر سرعة النمو فالأرقام صادمة أكثر، حيث يصل المعدل في إثيوبيا، وجيبوتي وروندا إلى عشرة اضعاف سرعة النمو في ليبيا.
القصة لا تتعلق بالاستقرار الاقتصادي، والظهور المحتمل للنمور الأفريقية، بل الاستقرار السياسي، والاستقرار الأمني.
إذن لماذا يتجه الأفارقة إلى ليبيا في شمال القارة، ولا يشدون الرحال جنوبها، أو شرقها، أو غربها، فهناك دول صارت غنا، أكثر استقرارا؟
صحيح ليبيا أفضل من بنين، والنيجر، وبركينا فاسو، إلى حين كتابة هذه السطور، ولكن سيشل، وروندا، وغينيا أفضل.
وهناك دول مرشح للقفز إلى أعلى، مثل اثيوبيا، التي يصل معدل النمو إلى ثمانية ونصف بالمئة، وجيبوتي التي يتجاوز السبعة، وحتى النيجر، والصومال التي دخلت نادي الدول الأسرع نموا، بينما تبلغ سرعة النمو في ليبيا إلى صفر، أو أدنى.
هذه الأرقام لا تعني إلا حقيقة واحدة، وهي أن المهاجرين الأفارقة يعتبرون ليبيا ممرا، وليس مقرا.
ولأن ليبيا هي منطقة نزاع مسلح، فهي ليست ملاذا آمنا، ولا حتى محطة آمنة لطالبي الهجرة.
ولهذا أخلاقيا علينا ان نتعاون مع المنظمات الإنسانية في توفير الطريق الآمن لهؤلاء المهاجرين، أو بتسمية ادق عابري السبيل.
والقصة مرهقة ومكلفة بالنسبة لنا عندما نرجعهم إلى ليبيا، أو إلى بلدانهم ليعودوا من جديد في محاولات جديدة.
أوروبا يمكنها منع الهجرة من حدود دول جنوب الصحراء، اما نحن فلا يجب أن نكون خفر سواحل لأوروبا جنوب المتوسط.
يكفي ما خسرناه من جهد واهم من ذلك سمعة، ولتورينا أوروبا عرض أخلاقها.

بقلم / عبدالرزاق الداهش

شاهد أيضاً

دار الشروق تحتفل بمطر وشهر في سيينا

‎ ‎احتفلت دار الشروق مساء أمس بإطلاق كتاب “شهر في سِيينّا” للأديب هشام مطر، بإدارة …