منصة الصباح

إعقلوا تصحوا

بدون سقف

بقلم / عبدالرزاق الداهش

هل هناك تدخل أجنبي حميد، وتدخل أجنبي خبيث؟

قلنا في غير مرة، وغير مناسبة، أن هناك أربعة أشياء، لا يمكن أن نختلف عليها، إذا أردنا أن نتفق على الكثير، أو الكل من غيرها.

نسميها قواعد حاكمة، نسميها خطوط حمراء، مقدسات، وهي وحدة ليبيا، واستقلالها، وحرمة دماء أبنائها، والحفاظ على مقدراتها .

نحن غلبنا ماهو سياسي على ماهو وطني، وأخذنا نحلل، ونحرم حسب اصطفافاتنا السياسية، وفي الحقيقة حسب مصالحنا الخاصة.

هل هناك تدخل أجنبي حميد، وتدخل أجنبي خبيث؟

هل هناك انقسام حلال وانقسام حرام، وتدخل أجنبي حلال، وتدخل أخر حرام؟

الوطنية ليست طابق جيفة وطابق حلال، وليست بوفيه مفتوح نأخذ ما نريد، ونترك ما لا نريد، وليست سحابة صيف تحضر أحيانا وتغيب في أغلب الأحيان.

لا توجد ليبيا غير ليبيا، أم باقي العالم فكله دول أجنبية، سواء كانت مصر، أو ايطاليا، أو تركيا، أو الإمارات، أو روسيا، أو عصابات دار فور، أو حتى دولة الفاتيكان.

والليبي هو الليبي، الذي لا يجد احترامه في مالطا، أو الذي تمسح بكرامته الأرض في مطار برج العرب بالاسكندرية، والذي يهان في أي مكان من هذا الكوكب الأزرق.

ليبيا هي مغرم، وليست مغنم، والوطنية ليست نوبة سعال، أو قميص عثمان، أو صابون الغسيل السمعة.. الوطنية، هي تنازل من أجل الوطن، وبذل من أجل الوطن، وتعزيز لقيم المواطنة، وتقديس المصلحة العامة، والمال العام.. لا يمكن أن تقتل الليبيين في حرب غير واجبة، وتتكلم عن الوطنية.

لا يمكن أن تحرض على الإضرار بالليبيين، وتتكلم عن الوطنية.

لا يمكن أن تمارس الفساد من جهة، وتتكلم عن الوطنية من أخرى.

من يريد الوطن، ويضحي بنفسه من أجل ليبيا، ولا يضحي بليبيا من أجل نفسه، فالوطنية ليست سلما من عظام البشر.

ومن يريد الحكم هذه صناديق الانتخابات، وهذه السدرة، أطرح برنامج انتخابي يقنع الليبيين، ويرفع دخلهم الوطني، يطمئنهم على مستقبلهم.. من عشرة أعوام كنا في حاجة إلى أقل من نصف مليون وحدة سكنية، اليوم نحتاج إلى أكثر من مليون، هذا غير ما هدمته الحرب .

من عشرة أعوام كنا في حاجة إلى أقل من نصف مليون فرصة عمل حقيقية، تقدم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، اليوم نحتاج إلى أكثر من مليون ونصف فرصة، والخروج من المرتبات البائسة، في وظائف وهمية.. بعد عشرة أعوام سوف يعتمد العالم على الطاقات النظيفة، والمتجددة، وتصبح أكثر من نصف سيارات العالم كهربائية، وتتاكل قيمة النفط، ولا نجد خاتم شبيك هذا بين أيدينا، فماذا نفعل؟

بعد عشرة أعوام سوف نكتشف أن الأوطان لا تبنى بالجنون، ولا يمكن ترميمها بالحسرة.

معدل النمو في النيجر، وبنين بركينا فاسو يصل إلى الخمسة بالمئة، وفي اثيوبيا يصل إلى ثمانية ونصف بالمئة، وفي ليبيا تحت الصفر.

هل تريدون أن يتحول أولادنا إلى هجرة غير شرعية إلى جنوب الصحراء؟

ليبيا وطن وليست “بانسيون” واعقلوا.

شاهد أيضاً

وكيل وزارة الخارجية يبحث ملف عودة السفارة البرازيلية للعمل في طرابلس

  اجتمع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية محمد عيسى، مع وفد من وزارة الخارجية البرازيلية، …