سعاد العجمي السويحلي
Soad.swaihle@gmil.com
يا من اخترتم الحرب والقتال، رأفة بأطفالنا من الرعب واليتم والتشرد داخل بلدهم، ألا تعلمون أن الأطفال هم مستقبل هذا البلد وهم الأكثر تضررا من ويلات هذه الحرب ؟! .
نريد البناء ولا نريد الدمار، نريد العيش في سلام، شعارات كثيرة رفعها الأطفال في الساحات ليس لأننا نزج بهم في الحروب، كما قال البعض، بل ليعلنوا للجميع بأنهم يفهمون ما يحدث، وأن الوقت والزمان لهم، لأنهم يريدون أن يتنفسوا هواء وطنهم، ويرتاحوا في مدينتهم، ويعم الأمان بيوتهم ..
ما ذنب معاد الذي نزح من بيته وترك كتبه وألعابه وحجرته؟، وما علاقة دانيا وعبدالرحمن حتى يغيب عنهما والدهما المرابط في الجبهات دفاعاً عن المدينة؟. وما ذنب من فقد أخواته ووالده وهم في بيتهم ..؟! وما ذنب الرضيعة كيان التي حرمت من الحنان وفقدت والدتها وهي في حضنها؟. ولماذا تموت بنات آل قشيرة والزليتني والتميمي وغيرهن الكثير ممن عانوا ويلات الحرب؟ .
يأتى الغدر فى أبشع صوره مثمتلاً فى الاعتداء على مدينة السلام طرابلس ليحجب بسمة الأطفال، ويخنق تباشير الأمل فيحدث الاعتداء ليطال الأمن والاستقرار، ليسفر عن تعطل المدارس وتوقف الأنشطة والبرامج وجميع فعاليات الأطفال، ناهيك عن النزوح وعدم الاستقرار مما سيورث دون شك اضطرابات مابعد الصدمة لعديد الأطفال وهم الحلقة الأضعف، متاثرين بالحروب والأزمات، والمشكلة الحقيقية هنا أنه لا مبرر لهذه الحرب التى أثرت وستؤثر أكثر وأكثر على النسيج الاجتماعي من جهة وعلى السلوكيات والتصرفات من جهة أخرى، والتى ستبرز أثارها على الأجيال التى قدر لها الترعرع فى ظل هذة الظروف المفاجئة والصعبة.
الاطفال في ليبيا يعانون الأهوال يعيشون بين جنرالات الحرب، وشبح الموت يراودهم في كل لحظة وهم ضحية للأطماع والمكاسب التي يدافعون عليها المحاربين الشباب الذين يموتون في ميدان المعارك وهم من كانوا في 17 فبراير أطفالا!.
للأسف لم يتعلموا هؤلاء سوى لغة السلاح، والحق يذكر أننا وصلنا لمرحلة الصراع داخل أنفسنا والكلمات تتزاحم ونخاف أن لانحسن التعبير فأطفالنا أمامنا نرمقهم ونتمنى أن نلتهمهم لنحافظ عليهم