منصة الصباح

أين نحن من مقاهٍ تهتم بثقافة قراءة الكتب؟

 

استطلاع : أمل الزادم

تعد المكتبات أهم مناهل الفكر الإنساني وتوثيق صلة الانسان بذاته خصوصا ونحن نعيش زمن كل ما فيه يتهددنا بالاستيلاب وبالاغتراب عن ذواتنا وعن بعضنا البعض ، في واقع هذا شأنه تعد كل خطوة يخطوها الانسان باتجاه ذاته واتجاه الآخر من أجل الانخراط في حوار للتعارف والاقتراب والتفاهم والارتقاء بالحياة نفسها .

ظاهرة صحية تطالعنا في واقعنا الليبي وهي ظاهرة مكتبات المقاهي حول مدى واقعية وجدوى هذه الظاهرة في ترسيخ عادة القراءة بيننا ومدى موافقتها لطبيعة المقهى وهل يأخذ أصحاب المقاهي في حسبانهم الشروط المناسبة لما تتطلبه القراءة من خصوصية ، أما أنها مجرد طفرة أو صرعة أشبه بالموضات المبتذلة التي لا هدف لها إلا التظاهر بما ليس حقيقيا ولا واقعيا

حول هذه التساؤلات رصدت الصباح الثقافي آراء نخبة من المثقفين ..

البداية كانت مع سهام السويح .. شاعرة هايكو

التي أجابت، نعم أقرأ في المقاهي عموما وهي امكنة مهيأة نكون فيها مع ذاتنا رغم الزحام او الفوضى المصطنعة التي يثيرها غيرنا حولنا

حيث الكتاب يجعل من المربع الصغير الذي نجلس فيه ملاذا أمنا لنا بعيدا عن ثرثرة الافكار الاخرى التي ممكن أن تسبب لنا اذي فكري لو استمعنا لنا وسمحنا لانفسنا أن ننجر خلف محدثيها

الكتاب يعتبر جدارا فاصلا بين الفوضى والهدوء نحتسي معه قهوتنا بكل انسجام، نرتشف الكلمات فنتذوق لذتها فيتعدل معها مزاج اليوم

وفكرة وجود مكتبات بالمقاهي العامة ليس غائبة تماما عن الطرح حيث هناك بعض المحاولات الخجولة هنا وهناك.

ويرجع الي اختفاء هذه الظاهرة هي ان اغلب رواد المقاهي هم بعيدا جدا عن القراءة الي جانب ان جل اصحاب هذه المقاهي هم من التجار الذين لهم سوى المردود المادي لدى نجدهم يزودون هذه المقاهي بما يجذب الزائرين لها مثل الألعاب الالكترونية أو الأجهزة الرياضية الي جانب استبدل فكرة وجود مكتبة كتب الي شاشة كبيرة تعرض عليها أغاني ومباريات محلية ودولية والإقبال ضعيف جدا خاصة من عامة الناس فليس جل الرواد هم من النخبة المثقفة فسبب المثيرات الحديثة التي باتت تعج بها المقاهي الحديثة اصبح وجود نخبة قارئة بهذه الأماكن الصاخبة قليلا جدا مقارنة بالسنوات الماضية

لدي بات هناك مقاهي مخصصة وقليلة جدا لمثل هذه الفئة من المثقفين يرتدونها ويهجرون باقي المقاهي

حواء القمودي .. شاعرة

اجابتنا بقولها إن قبل سنوات بادرت وزارة الثقافة والمجتمع المدني بفكرة وضع كتب متنوعة وأظن مجانية في بعض مقاهي مدينة طرابلس ، وقد رأيت في أحد هذه المقاهي مجموعة من الكتب ، ولكن لم ألاحظ أن كتابا موجودا بيد أحد رواد المقهى ، حتى شعرت وكأن ثمة غصة بين طيات صفحاتها، إذا الحكاية ليست مجرد وضع كتاب في مقهى ، الحكاية تبدأ قبل ذلك بكثير ، تأسيس الأرضية للعلاقة بين الكتاب وقرائه وقارئاته ، والتي تبدأ من البيت حين نجد مكتبة ولو بسيطة يعرف منها الأطفال قيمة الكتاب والمجلة والصحيفة ، في المدرسة أيضا تثوتق هذه العلاقة بحصة المكتبة المدرسية ، ولا أظن المقهى مكان ملائم إلا لتصفح صحيفة أثناء ارتشاف ( الكابتشينو) ولأن المقهى للقاء الأصدقاء والصديقات وتبادل الحديث ، وأيضا شبابنا يحبون مشاهدة المباريات في المقهى ، ولهذا نجدهم يملؤون المقهى صخبا أثناء مشاهدة المباريات العالمية، المقهى مكان حميمي، وقراءة كتاب أيضا لحظة حميمية ولكنها لحظة خاصة، وأظن أن هناك حالة من العداء ترسخت بين أجيال ليبية والكتاب، إنهم يمزقون كتبهم المدرسية بعد خروجهم من الامتحانات

النهائية ، ويضمرون کرها يظهر أول ما يلاحظون أحدا ما يمسك كتابا أو حتى جريدة، ولهذا حتى من يحب القراءة لن يغامر بإظهار ذلك ، قبل أن نسأل لماذا لاتوجد مكتبات في المقاهي العامة، علينا أن نصرخ عاليا : أين المكتبات المدرسية ؟؟؟

وبدلا من توزيع الكتب على المقاهي، كان الأجدى أن تكون هناك خطة للاهتمام بالمكتبة المدرسية ورفدها بالإصدارات المناسبة ،

للأسف يتم التلاعب بحصة المكتبة مرة تكون ضمن الجدول الدراسي وعام تالي تلغى وتستبدل بحصة الموسيقى بأي عبث هذا ..؟

محمد عبد الله : شاعر

انا موافق على الفكرة ولكن اتمنى أن تكون مقهى مخصصة لهذا الشيء والقراءة تعني لي الكثير ، إنها رحلة من مكان لآخر، من مدينة المدينة ، من بلد لبلد ، من كوكب لآخر ، كل هذه الرحلات الجوية البرية البحرية عبر القراءة ، أما المكان المخصص للقراءة فهو غير محدد ولا أظن أن هنالك مكان للقراءة ، كل الأماكن صالحة لذلك مقهى أو بيت أو حتى الشارع لأنه وباختصار القراءة تعزلك عن المكان والزمان الذي تتواجد به لذا المقهى مكان كأي مكان صالح مناسب للقراءة أيضا

صفية المطوح: قارئة مهتمة

التي اجابتنا بأنها لا تفضل قراءة الكتب ذاخل المقاهي ، فالقراءة تحتاج الأماكن الهادئة للإنسجام والغوص داخل الكتب والكتب

وفي إعتقادي أن المقاهي والمكتبات خطان لا يلتقيان أبدا فليس بينهما أي صلة وكل منهم وظيفة المناسبة على حدة .

ولا أعتقد أن يكون هناك اقبال وإن كان وحدث سيكن فترة معينة وتنتهي لمجرد تجربة

رحاب شنيب : شاعرة

أفضل القراءة في البيت أكثر لكن في بعض الأحيان يخطر بالبال القراءة داخل مقهى لكن للأسف لا املك الكثير من الوقت للذهاب إليها ولا يوجد بها أماكن مشجعة للقراءة تجعلك تخطيطين لهذه الفكرة الجميلة مع أنني أحب في بعض أوقات الانتظار في عيادة أو مقر حكومي أو صالة المطار وأنا أقرأ كتابا نوعا من محاولة ترسيخ هذه الفكرة وأعتقد أن عدم وجود مكتبات في المقاهي هو دليل على عدم الإقبال على القراءة ، فالتاجر يبحث عن الربح و أعتقد أن هذه الفكرة بحاجة إلى تخطيط دولة لمحاولة ترسيخ هذه الفكرة

حنان كابو: شاعرة وصحافية

افادتنا بالرغم من أن عدد خروجي للمقاهي تجاوز عدد اليد منذ سنوات خلت ، ولكن الحقيقة كنت اخرج صحبة صديقاتي لتناول وجبة الإفطار أو احتساء كوب من « الكابتشينو في وقت قياسي جدا ،ظاهرة القراءة في المقاهي أو تخصيص وقتا لمطالعة كتاب الم تتبين ملامحها بعد في مجتمعنا المتظاهر ،اعتقد ان هذا الأمر بدأ متعارفا عليه في المجتمعات العربية الأخرى ، الاكثر ثقافة وانفتاحا وتوازنا مع كل الأشياء ومن ضمنها الكتاب ، اتذكر وان اخط لك هذه الكلمات كان في بنغازي مقهى الديوان لصاحبه آنئذاك الكاتب القاص محمد عقيلة العمامي « الذي زين جدران مقاهه ومطعمه بلوحات لادبائنا وكتابنا باختلاف تجربتهم الإبداعية ، السؤال الأجدى ياعزيزتي في نظري لماذا وزارة التعليم بمساندة ومناشدة وزارة الثقافة لا تحث وتصر على أحياء وإعادة حصة المكتبة التي غرست فينا حب المطالعة والقراءة منذ الصغر نحن للأسف مجتمع لايقرأ الا ما رحم ربي وجاءت الحرب بكل بشاعتها وغرست بأنيابها كل بغيض . فأصبح الوقت ينسل من أيادينا دون أن ننتبه ونقضي وقتنا بعيدا عن صفحات کتاب نستفيد منه ويكون شعلة في زمننا الغابر

عمر الحضيري : كاتب صحفي

اعتقد غالبا قراءة بالمقاهي قراءة تسلية والمتخصصين لا يفضلونها والمكتبات منتشرة في مقاهي العالم أما نحن فلا توجد حتى في مراكزنا العلمية بشكلها الكافى أما عني أنا فأقرأ يوميا 15 ساعة ولا احب المقاهي لأنها لا تساعد على التفكير فكيف بقراءة الكتب اول خطوة للتفكير الخلوة وهي غير متوفرة في القهوة

هيثم بن سعيد :كاتب

الذي اجابنا بقوله إن السبب يرجح لمعدل القراءة في الأصل وهي بسيطة جدا ، وفي البيوت والسيارة والرحلات، فما بالك بالمقاهي ، القراءة ثقافة ، حركة طبيعية للشعوب، إن لم تغرس في البيوت فمن الصعب أن تنبت في المقاهي. إلا للتباهي.

الأهل والمدارس قبل المقاهي ، أن لم توجد هناك لن توجد هنا وأيضا التكنولوجيا ليست عائق لديها والقراءة تربية العقول على الوصول

العالم كله لديه PDF لكن العالم الأول يطلعون. لديهم روتين يومي أسبوعي شهري، لديهم أهداف، لديهم تحكم بالشغف بإدارة الوقت، أما العرب فتحكمهم العاطفة.

فهي اسلوب حياة، نحن نتغدى على الطعام فقط، لكنهم يجوعون من عقولهم أيضا. لهذا يشترون الكتب.

من الطبيعي، الأهل لا توجد لديهم لا الثقافة ولا الوقت. الحياة باتت من أجل المرتبات والمصارف والأوراق والايجار وغيرها

سارة المطر: كاتبة ومهتمة

قالت من وجهة نظري إن الأفضل والمناسب هو قراءتها في المنزل ، ولكن لا يوجد أي مانع في قراءة بعض الكتب أو المجلات والصحف داخل المقهى…

ولا توجد مكتبات في المقاهي العامة ؛ نظرا لعزوف نسبة كبيرة من الناس عن القراءة ، وقد يرى صاحب المقهى أن ذلك غير مناسب ، فيحل الشطرنج وشاشات التلفزيون للهو ولقتل الفراغ محل الكتب وقراءة الكتب بصفة عامة لها طابع مختلف عند تصفحها ، بشكل خاص وهناك بعض الكتب تحتاج إلى أجواء معينة ، وطقوس متفردة أثناء قراءتها ، لذلك فإن الإقبال على قراءة الكتب في المقاهي تفرضه بعض الأجواء والطقوس التي قد تتماشى مع القارئ ، وقد تتعارض معه …

شاهد أيضاً

فرسانُ الاعتمادات

عبدالرزاق الداهش عندما ترمي نحو نصف مليون دينار في حفل زفاف، وعلى قول أخوتنا المصريين …