منصة الصباح

أنا مع التوطين!

عبدالرزاق الداهش
——-

عندما تقف في أحد أسواق طرابلس، ليس كما تقف في أحد أسواق زويلة.
معجون الطماطم هو نفسه، وعلبة الشاي نفسها، ولكن السعر مختلف.
ستكتشف أنه عليك أن تدفع أكثر من نصف السعر زيادة في الجنوب.
فارق عالي يشمل الأغذية، والأدوية، وكل شيء عدا ما لا يتوفر في المنطقة.
سيدور في رأسك سؤال: أين يذهب هذا الفارق بين السعرين.
ستكتشف أن البوابات ايضا تفرض اتاوة على كل شاحنة، هي من جيب كل جنوبي، ليصير الهم همين.
تسأل نفسك: هل من العدالة ان يدفع سكان الجنوب وحدهم فاتورة الجغرافيا؟
(طيب) إذا كانت الأسعار في طرابلس أقل، والخدمات أفضل، وكل شيء متوفر، فماذا يشد الجنوبي إلى الجنوب؟
كل الهجرات عبر التاريخ، كانت عملية انتقال من بيئة طاردة إلى بيئة حاضنة.
وهكذا سوف يتحول أبناء القطرون مثلا إلى شواطئ البحر المتوسط، لأن جودة الحياة أفضل.
وسيحل التشادي، والمالي، والنيجيري محل النازح الليبي، من معطن السارة، والعوينات، وأوباري.
وسنجد انفسنا أمام حالة توطين بعنصر البقاء، والتصاهر، والتملك.
وهذا التوطين المخيف. والتبدل الديمغرافي الذي يهدد الأمن القومي.
أما طرابلس ومدن الشمال، فلا خوف عليها من خوف التوطين. لأن المهاجرين الأفارقة يفضلون العيش في جيتوات عن الاندماج في المجتمع.
الحل هو تحسين جودة الحياة في الجنوب، ويمكن تأسيس صندوق وطني لدعم جودة الحياة المنطقة الجنوبية.
مرتب المعلم، أو الطبيب، أو المهندس في الجنوب لابد ان تزيد عن مرتب المعلم، والطبيب والمهندس في الشمال.
ليس مجديا ان نأتي بقمح الجنوب للشمال، الأفضل أن جيء بمستهلك الشمال لقمح الجنوب.
نريد توطين المواطن الليبي في ليبيا، هل نستطيع؟

شاهد أيضاً

أطباء وصيدليات ولا مكتبات

  زايد…ناقص البيوتُ عناوين. العناوينُ، بطبيعتها، لا تقتصر على البيوت. البيوتُ موزعة في أنحاء ومناطق …