الصباح
يرصد مشروع المصورة الوثائقية الليبية أميرة النعال، “أكل الملح عينيها”، حياة والديها الكفيفَين في مدينة طرابلس.
هذا المشروع حصل على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون (أفاق)، ضمن برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي لعام 2024.
يتنقل المشروع، بين الرقة والوجع، بين الظهور والتغييب، في استعادة للسرد من خلال أرشيف عائلي، وصور نابضة بالمشاعر، وقصٍ بصري يحاول حفظ ما حاول المجتمع نسيانه أو تهميشه.
مشروع “أكل الملح عينيها” يفتح نافذة على الجمال والظلم والكرامة المتشابكة في تفاصيل الحياة اليومية لمن يعيشون في الظل.
حكاية صورة
وتقول أميرة النعال: هذا مشروعي الشخصي جدا، انطلق من بيتنا، ومن حكايات أمي وأبي المكفوفين، ومن محاولاتي لفهم الغياب اللي فرضه العمى على تفاصيل حياتنا اليومية.
وأضافت: من خلال هذا المشروع، سعيت لاكتشاف التوازن بين الجمال والظلام في الحياة، شيئين يتداخلوا بشكل معقّد.. وأتمنى إضاءة بصيرة الناس حتى يتمكنوا من مشاهدة أنفسهم من الداخل. منطلقة من منظور كل منا يرى الحياة بطريقة غير تقليدية. في كل لحظة من الحياة هناك جمال يستحق التأمل، وفي كل زاوية يوجد ظلام يحتاج الاعتراف به.
ونسألها، متى بدأت هذا المشروع الفوتوغرافي، فتقول: ينطلق المشروع من تجربتي الشخصية في الطفولة، حين كنت أروي لهما العالم بالكلمات: أصف الألوان والأفلام والوجوه، وأمنحهما القصص بدلاً من البصر.
من خلال مشاهد حميمة ويومية -والدي وهو يستقبل الصباح بسيجارته تحت ضوء الشمس، ووالدتي وهي تروي القصص، تتحسس الريح، أو تنصت لما لا يُرى- أوثّق طقوسهما اليومية، وأُضيء على صمودهما في وجه عالم كثيراً ما تجاهلهما أو لم يفهمهما.
أميرة النعال، مصورة وثائقية تستكشف موضوعات الإعاقة والذاكرة والهوية. تستخدم السرد البصري لأسماع الأصوات المهمشة وتحدي السرديات السائدة. تمزج ممارستها بين التصوير الفوتوغرافي والنص والصوت، مع دمج الأساليب التقليدية والتجريبية. من خلال خلفيتها الصحفية، توظف السرد لخدمة القضايا الحقوقية، مسلطة الضوء على التهميش والصمود.