منصة الصباح

أبعاد ورؤى نصّ “المهدي الحمروني” في أمسية أدبية 

 

الصباح/ خلود الفلاح

نظّم صالون “حنان محفوظ الثقافي”، أمسية أدبية حول تجربة الشاعر “المهدي الحمروني”، التي تشكّلت عبر عدة دواوين شعرية هي: “جاز تائه إلى الوحي، مهدي غير منتظر، من بقايا الليل، ماء دون وساطة الخزف، سؤال متعب من استفهامه”..

أدار الأمسية، التي كانت بعنوان “حجر متيم لماء الشعر”، الكاتب “حسين المزداوي”، وقدَّمت لها الإذاعية “فريدة طريبشان”، حيث تقول: “عندما تقراُ المهدي أنه بإمكانك اختصار مسيرة بالوقوف على أبرز شواهدها، لكنك ستجد نفسك في مواجهة مأزق كبير بكبر الصحراء.. وسماقةِ النخيل.. وأن الأبجدية مهما شَحذت همّتها ستقف لالتقاط أنفاس اللحاقْ.. إننا هنا لا نُبالغ.. إنما نقف كجندي يعرف حجم المعركة بيقين انقطاعِ المدد”..

وتضيف “طريبشان”:- “المهدي الحمروني الذي يفرِدنا على السطر بنثره، ويُقيّم عدالة الأرض بعمود، ويُفَعِّلُ تباريح الوجد لوطنٍ طالت مُعاناته، وعاشق انقضى عمره، وحبّه أبَى أن ينقضي.. الحمروني ابن الصحراء الذي يعرف أن الماء شِعْرُ الحياة، وعلى واحاته تنبت القوافي، فهزَّ إلينا بِجِدْعِها، ليساقط علينا الجمال، فكان مُحَيًّا راوَدَتْهُ الآلهة للنبوءة، التي جاءَ بها مهديٌ لم يُنتظَرْ”..

خصوصية النص..

جانب من حضور الأمسية..

تحدّث الدكتور “عمر بن ناصر حبيب”، في ورقته المعنونة ب”البوليفونية في نصّ “طغيان لمزاج الرؤى”، عن تعدد الأصوات في هذا النص، متوقفاُ عند دلالات الحوار مع الذات والآخرين، ودلالات تجسيد النص لمعاني عميقة..

ويضيفُ “بن ناصر”، أن “المهدي الحمروني” في خطابه المُتعالي بالثقة والاعتداد بالنفس، الذي خالجه شيء من الشجو الخفيف ضمن هذا النص، في معرض كشفه عن حقيقة ذاته وبراءتها وبساطتها، تُعمّق الجمل الشعرية شفافية الرؤية، وبُعدها الإنساني الذي يتسم بالسجية الفطرية البسيطة، التي لا تحتاج معطياتها إلى تفسير.

في هذا النص بُعداً إيقاعياً، كان قد تشكّل مُصاحباً لتوالد المزيد من الدلالات، وإغنائها في فضاء النص، ولعلها أكثر البُنى استخداماً مما اعتدنا رؤيتها في النصوص الحداثوية..

ويُشير الباحث في الفنون المرئية الدكتور “نور الدين الورفلي”، في ورقته “القراءة الداعمة للنص”، إلى أن النص الشعري هو ما يفرض علينا طريقة كتابته، أنه يمارس علينا سطوته لحظة الكتابة، لذلك النص الصادق هو ما سيبقى أثره باقياً..

تكريم الشاعر ” مهدي الحمروني”…

ويرى الشاعر “عبد اللطيف البشكار كوديخة”، في ورقته “إرهاصات شعرية جديدة”، أن تجربة “المهدي الحمروني” تنأى عن الصِّراعات والصَّرعات، وتحتكم إلى زمن لغوي ظل نسيًا منسيّا، فأحياه بعصرية مدهشة، بآليات شعرية خلقت وجودها الفني من وراء اللغات، وهو ما يؤيد أن الشاعر يخلق معجمه اللغوي بحدسه الذاتي، إذا تحققت له الشعرية التي تقود المتلقي إلى المتعة واللذة، ومن ثم تتكشف الجماليات النصية، ويبدو هذا صارخًا في نصوصه التي تميزت بخصوصية جاذبة ومغرية للمتلقي، فشعره مسكونٌ بنداء التواصل مع الآخر، وهاجس الاختلاف، يسعى إلى تحقيق وعيه الجديد في الكون والوجود، محاولًا إعادة عجلة الزمن الذي عرقلته مصدَّات التقليد، والحنين في بعض الأحيان إلى الماضي لكن مقومات الحاضر والمستقبل مستوطنة في شعوره، إنه يعي الحاضر وذاته والكون..

وختاما، قدّم الشاعر “المهدي الحمروني” عدداً من قصائده:

“أبكي إليك طويلا/ وأنا أراني نبيًّا يبحث عن أُمومةٍ تكفله/ وحُضنٍ يُآلُ لسكينته/ فآوي إلى قبضتك كابنٍ ضالٍّ/

يعود متأخرًا إلى النوم/ معتقدًا بغفرانك لعقوقي/ ثم لا أجدك/ لهذا لا أقوى على فكرة التخلّي عنك/ كلما تبنّيتِني إلى دربٍ بعيدٍ من الشعر/ وأودعتِني طمأنينة البوح/ كعلكةٍ في جيب طفل..”..

شاهد أيضاً

الدبيبة يؤكّد على أهمية استكمال الاستحقاق الدستوري

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية “عبدالحميد الدبيبة”، اليوم الأربعاء، على ضرورة إعادة تفعيل دور هيئة …