يونس شعبان الفنادي
Fenadi@yahoo.com
هي زعيمة الغرب .. الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان .. والديمقراطية الانتخابية … والدفاع عن الحريات في كل العالم.
هي البوليس الدولي ..
ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمنظمات الفنية التابعة لها كافة .. ترسم سياساتها المعلنة … وبرامجها المهمة من تحت الكواليس … وتدفع من تشاء لشغل المناصب وتولي اللجان ووووو …
كما تمول البرامج الدولية التي تسعى من وراءها لبسط نفوذها على العالم أجمع.
أمريكا هي تمثال الحرية و”ابراهام لنكون” محرر العبيد و”جورج واشنطون” الثائر البطل والرمز الوطني، وهي “مانهاتن ستريت” ووووو …
أمريكا هي التفوق العلمي بافتراضية الصعود إلى سطح القمر .. وتنظيم رحلات سياحية إلى كوكب المريخ !!
أمريكا التطور التكنولوجي .. المبهر.
صور شتى وأعلام كثيرة تبرز الوجه الباسم المشرق والمضيء، والصورة الجميلة لسيدة العالم الحر… أمريكا… ورفاهية المجتمع الأمريكي كما تسوقه “هوليود” بؤرة صناعة السينما العالمية إلى أرجاء العالم كافة.
ولكن …
هل يمكننا أن ننسى أمريكا حروب إبادة الهنود الحمر؟
وأمريكا .. حرب المكسيك؟
وأمريكا .. حرب خليج الخنازير في كوبا؟
وأمريكا .. غزو فيتنام؟
وأمريكا .. قصف “هيروشيما” و”ناجازاكي” اليابانيتين بالقنابل الذرية ؟
وهل ننسى معاناة الشعب العربي الفلسطيني جراء مؤامرات صنعتها سيدة العالم الحر… أمريكا… وراح ضحيتها آلاف الأبرياء في مجازر وحشية لا حصر لها طوال أكثر من ستين سنة؟
وهل ننسى أكاذيب وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) في إحدى جلسات مجلس الأمن وادعائاته عن امتلاك العراق لتقنيات متقدمة في صناعة واستخدام الأسلحة البيولوجية والنووية المهددة للبشرية؟
هذا وجه (الكاوبوي Cowboy) الحقيقي لأمريكا …ولكنه يتوارى غالباً عن عيوننا وحتى وبصائرنا … ونادراً ما يتداول عبر منصات الإعلام العربي خاصة، وذلك لمواصلة سياسات التخدير والتنويم، بهدف إبقاء الصورة الوردية الايجابية السابقة للوجه الأمريكي الجميل .. المبهر للعقلية العربية القادمة من بداوة بسيطة، وصحارى نقية، وحضارات عريقة لم تتلوث بالخبث والطغيان والفساد والإجرام… ولتظل صورة ذاك الرجل القوي المتحضر .. المزيف .. حاضرة وعالقة باستمرار في الذهن العربي والمحركة لعقليته الفكرية.
وهل ننسى ..
هل ننسى التأييد الأمريكي الرسمي والشعبي لحصار البرلمان الروسي (الدوما) وقصفه بالدبابات لتحطيم آخر معاقل الشيوعية المنافس الأيديولوجي الاستراتيجي للرأسمالية الغربية. فالبرلمان في كل دول العالم -كما نعرف- يمثل السلطة المنتخبة ديمقراطياً وفق صناديق الاقتراع .. وبمراقبة دولية .. إلاّ أنه وفق السياسات الأمريكية التي تغلب المصالح على المباديء كان لازاماً من قصف (الدوما) وتعطيل الحرية النيابية لممارسة دورها في الاختيار الديمقراطي حسب مصالحها الوطنية وليس الغربية.
أليس كل هذا مناقضاً لكل شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير وسيادة الدول ووووو
فكيف يفكر العرب؟
وكيف يفكر العالم .. وأمريكا؟
مساء اليوم اخترتُ أن أتصفح كتاب (الأمريكيون) لوزير الخارجية الفرنسي الأسبق ميشال جوبير الذي أكد في رسالة كتبها إلى أمريكا ونشرها سنة 1999م بأن (اللامبالاة هي التي تحكم أمريكا) فاخترتُ أن يكون هذا ردي عليه .. ورسالتي لكم عن أمريكا كذلك.