منصة الصباح

أطفال طرابلس مع خاص الاعتذار

بوضوح

بقلم : عبد الرزاق الداهش

 

القذائف التي نزلت على بيوت المدنيين في طرابلس البارحة، واليوم، ماذا لو نزلت على بيوت الاسرائيليين في تل ابيب؟

والأطفال الذين ماتوا، وهم داخل منازلهم في غير حي من طرابلس، ماذا لو أنهم فرنسيين في مرسيليا، أو إيطاليين في ميلانو؟

هل دماء الاسرائيليين، والأمريكيين، والفرنسيين، والبلغاريين دماء، ودماء الليبيين مجرد مياه صرف صحي؟

وهل بيوت البريطانيين، والايطاليين، والهولنديين هي بيوت بشر، وبيوت الليبيين في طرابلس مقابر جماعية؟

لا السكرتير العام للأمم المتحدة، ولا رئيس مجلس الأمن، ولا رئيس منظمة العفو الدولية، ولا أمين جامعة البؤس العربية، جميعهم في سبات ضميري.

حتى نصف بيان شجب، أو إدانة، أو استنكار، لا نسمعه، رغم أنها بيانات لا تختلف عن اصنام الكعبة، لا تنفع ولا تضر.

الجيش الجمهوري الايرلندي الإرهاب، قبل أن تنفيذ أي عملية تفجير بقليل، يبلغ عنه، حتى لا تسقط ضحايا.

وفي طرابلس لا أحد يعرف هل ستسقط عليه القذيفة، أو على بيت جاره.

قرابة الثلاثة مليون ليبي في عاصمة ليبيا، تحولوا إلى مشاريع موتى، لا أعد يعرف هل سيظل في الحظر الصحي، أم يسقط في المحظور العسكري.

هل هؤلاء القتلة يمكن أن يكونوا عقلاء، وهل حياة الليبيين أرخص من مشروع سلطة، لشخص لا يهمه إلا أن يحكم، ولو غابة من المقابر.

شكرا للمجتمع الدولي، شكرا لضمير العالمي، مزيدا من النوم على وسادة قاموسك الكاذب، عن الولاية الإنسانية، وشرعية الضمير الدولي، وحماية المدنيين!

 

شاهد أيضاً

(عن ايام الطباعة نار ورصاص واورام )

زكريا العنقودي انا ولد مطبعة وكبرت من عمري 15 العام بين الحبر والاوراق ، وللعلم …