على الرغم من إعلان تحالف “أوبك+” التخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط الطوعية الإضافية التي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، شهدت الأسواق العالمية ثباتًا في الأسعار، مما فاجأ الكثيرين. هذا الاستقرار أثار تساؤلات حول الأسباب، ودفعت “منصة الطاقة المتخصصة” لجمع آراء مجموعة من الخبراء لفهم هذا التطور غير المتوقع.
وأجمع الخبراء على أن صمود الأسعار لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية دقيقة ومدروسة، و أبرز هذه العوامل هو التوقيت الدقيق لعودة البراميل إلى السوق، والذي تزامن مع ارتفاع الطلب الموسمي خلال فصل الصيف وموسم الحج، ما ساعد على امتصاص الزيادة في المعروض دون إحداث صدمة سعرية، كما ساهمت الظروف الجيوسياسية العالمية في دعم الأسعار، حيث أضافت التوترات في مناطق الإنتاج الرئيسية “علاوة مخاطر” ساهمت في استقرارها.
وفي حديثهم، أشار الخبراء إلى أن إدارة التحالف للعرض كانت حاسمة، حيث لم تتأثر السوق بشكل كبير لأن “أوبك+” ما يزال يحتفظ بتخفيضات أخرى. كما لفتوا إلى أن الزيادات المعلنة لم تنعكس بشكل كامل على الإنتاج الفعلي بسبب عوامل فنية وصعوبات تواجه بعض الدول في استعادة كامل طاقتها الإنتاجية.
مستقبل التخفيضات المتبقية: ترقب وحذر
وفيما يخص مستقبل التخفيضات الطوعية المتبقية (1.6 مليون برميل يوميًا)، انقسم الخبراء حول خطوة التحالف القادمة. فبعضهم يرى أن “أوبك+” قد يسارع في التخلص من هذه التخفيضات إذا كانت ظروف السوق مواتية، بينما يفضل البعض الآخر التريث والانتظار حتى تتضح معالم السوق بشكل أكبر، خاصة مع توقعات بوجود تراكمات محتملة في المخزونات خلال أوائل عام 2026. هذا التباين في التوقعات يؤكد أن قرار التحالف سيظل رهنًا بالتحولات الفعلية في السوق.