منصة الصباح

2023 عام حصائد الخسائر على أسعار النفط 

 

الصباح

تلقت أسعار النفط خلال العام 2023 خسائر سنوية قياسية لم تحدث منذ ثلاث  سنوات، خاصة خلال الربع الأخير ، وأرجع المراقبون الأسباب الى عدد من العوامل أبرزها الظروف الجيوسياسية الحالية في منطقة
يأتي ذلك بعد أن تعافت أسعار الخام عقب انتهاء القيود على الأنشطة الاقتصادية التى فرضتها جائحة “كوفيد 19″، إذ كان خام برنت قد تهاوى قرب 42 دولارًا للبرميل عام 2020، لكنه عاود الارتفاع محققًا مكاسب بأكثر من 50% في عام 2021، ليصل إلى متوسط 70.86 دولارًا.
ثم قفز في عام 2022 ليرتفع عند مستويات 139 دولارًا، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل أن تستقر الأسعار عند متوسط 100.9 دولارًا لهذا العام، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وخسرت العقود الآجلة  لكل من خام “برنت” و”غرب تكساس الوسيط” الأميركي أكثر من 10% في 2023، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز في 30 ديسمبر/كانون الأول 2023.
تراجع الأسعار
وسجّلت أسعار النفط في 2023 انخفاضًا بنحو 5.7% لخام برنت، و7% لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي منذ بداية العام حتى جلسة (26 ديسمبر  بعد الارتفاع المُحرز خلال عامي 2021 و2022.
وأغلق سعر خام برنت، يوم الجمعة 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو آخر يوم تداول في العام، عند 77.04 دولارًا للبرميل، بانخفاض قدره 11 سنتًا أو 0.14%.
وتحدد سعر التسوية لخام غرب تكساس الوسيط عند 71.65 دولارًا للبرميل، بانخفاض 12 سنتًا أو 0.17%.
وعلى مدار العام، تراوحت أسعار النفط في 2023 -خام برنت- بين 70 و96 دولارًا للبرميل في ظل ما شهده العالم من تواترات جيوسياسية -سواء الحرب في أوكرانيا أو الحرب في غزة- التي أثرت بشدة في معدلات الطلب العالمية.
وبصفة خاصة تأثرت معنويات سوق النفط بصورة سلبية خلال الربع الأخير من العام الجاري (2023)، إذ تزامنت قوة المعروض من خارج أوبك+ مع نمو أقلّ من المتوقع للطلب على الخام؛ ما أدّى إلى هبوط الأسعار أقلّ من 80 دولارًا للبرميل.وكانت أسعار النفط  قد أغلقت خلال آخر جلسات العام الماضي (2022) عند مستويات 85.91 دولارًا للبرميل لخام برنت، و80.26 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط.
وخلال الربع الأول من 2023 شهدت الأسواق تقلبات حادة؛ إذ قفز خام برنت فوق 88 دولارًا في يناير ، ثم هبط أدنى من 73 دولارًا في مارس .
وأنهى خام برنت الربع الأول من العام الجاري  2023 تحت 80 دولارًا للبرميل، مع مخاوف تباطؤ الطلب على النفط جراء عدم اليقين الاقتصادي، واستمرار رفع أسعار الفائدة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
واستمر هبوط أسعار النفط في 2023 خلال الربع الثاني رغم ارتفاعها خلال أبريل  بعد إعلان السعودية و8 دول في تحالف أوبك+ خفضًا طوعيًا للإمدادات.
وشهد يونيو الماضي تسجيل أقلّ مستوى لأسعار النفط في 2023؛ إذ هبط خام برنت إلى 71.84 دولارًا للبرميل في جلسة 12 يونيو ، كما تراجع الخام الأميركي إلى 67.12 دولارًا للبرميل في الوقت نفسه، مع المخاوف بشأن نمو الطلب على النفط وزيادة المعروض من الخام الروسي، رغم العقوبات.
وارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوياتها هذا العام خلال الربع الثالث في جلسة 27 سبتمبر  2023، عند مستوى 96.55 دولارًا لبرميل خام برنت، في حين بلغ سعر الخام الأميركي مستوى 93.68 دولارًا، بفضل الخفض الطوعي الإضافي من جانب السعودية بمقدار مليون برميل يوميًا، بدءًا من يوليو .
وعاد خام برنت مجددًا أقلّ من 80 دولارًا وخام غرب تكساس أدنى 75 دولارًا خلال الشهر الأخير من العام، رغم إقرار عدّة دول من تحالف أوبك+ تخفيضات طوعية خلال الربع الأول من 2024.
وفي مسح أجرته وكالة رويترز لآراء 34 اقتصاديًا ومحللًا ، توقع وصول متوسط خام برنت 82.56 دولارًا للبرميل في 2024، انخفاضًا من متوسط نوفمبر عند مستويات 84.43 دولارًا للبرميل.
وفي هذا السياق، توقّع المحللون أن يؤدي ضعف النمو العالمي إلى تراجع الطلب على الخام، كما أشاروا إلى أنه من الممكن أن توفر التوترات الجيوسياسية المستمرة الدعم للأسعار.
وطرح المحللون تساؤلًا حول ما إذا كانت منظمة البلدان المُصدِّرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها، أو أوبك+، سيكونون قادرين على الالتزام بتخفيضات الإمدادات التي تعهدوا بها لدعم الأسعار.
ويخفض أوبك+ حاليًا الإنتاج بنحو 6 ملايين برميل يوميًا، وهو ما يمثل نحو 6% من المعروض العالمي.
وتواجه “أوبك” ضعف الطلب على الخام في النصف الأول من عام 2024 مع تراجع حصتها في السوق العالمية إلى أدنى مستوى منذ الوباء بسبب تخفيضات الإنتاج وخروج أنغولا من التحالف.
وفي الوقت نفسه، أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024.
وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس  أندرو ليبو: “سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية والخوف من احتمالية توسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة”.

شاهد أيضاً

الإمداد المائي يناقش تحديد مواقع حفر الآبار في بعض البلديات

زار رئيس قسم مشروعات الإمداد المائي بالمنطقة الغربية بجهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق، أسامة الغرياني، …