تشهد الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا جدلًا واسعًا بعد تسجيل تقارير عن فقدان مفاجئ للبصر لدى مستخدمي أدوية التنحيف الشهيرة مثل أوزيمبك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) ومونجارو (Mounjaro)، وهي عقاقير معتمدة لعلاج السكري والسمنة.
وبحسب بيانات قضائية أمريكية، تجاوز عدد الدعاوى المرفوعة ضد الشركات المصنّعة لهذه الأدوية 1,800 قضية في المحاكم الفيدرالية، تتهمها بالتسبب في مضاعفات خطيرة شملت فقدان النظر الدائم لدى بعض المرضى.
تقارير طبية حديثة ربطت هذه الأدوية بزيادة خطر الإصابة بحالة نادرة تُعرف بـ NAION، وهي نوع من الجلطة في عصب العين تؤدي إلى فقدان مفاجئ للرؤية قد يكون دائمًا. وقد أظهرت دراسة صغيرة في الولايات المتحدة أن 7 من أصل 9 مرضى أصيبوا بهذه المشكلة بعد استخدام الدواء.
من جهتها، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) في يونيو الماضي أن فقدان البصر يُعتبر أثرًا جانبيًا نادرًا جدًا لهذه العقاقير، داعية المرضى إلى التوقف الفوري عن الدواء والتوجه للطبيب في حال حدوث أي تغيّر مفاجئ في النظر. كما سجّلت دراسات في الدنمارك تضاعف حالات NAION خلال السنوات الأخيرة مع انتشار استخدام أوزيمبك، فيما أبلغت أستراليا عن أكثر من 40 حالة مرتبطة بالدواء، بينها فقدان كامل للبصر.
ورغم أن هذه الحالات تُعد نادرة مقارنة بملايين المرضى الذين يستخدمون العقار بأمان، يؤكد الأطباء أن خطورتها تكمن في كونها غير قابلة للعلاج أو الاسترجاع، مما يستدعي رفع درجة الانتباه والقيام بفحوصات دورية خاصة للمرضى الذين لديهم مشكلات عيون سابقة