مشاكسات
بقلم / سليم يونس
“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة”.
أحلام الشاطئ الرابع
قال ماتيو بيريجو، النائب الإيطالي عن حزب فورتسا إيتالي، في بيان، فقدت إيطاليا الفرصة لتأكيد النفوذ المستمر لها منذ قرون، الذي تمارسه دائمًا على ليبيا سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية”.
مشاكسة...لماذا انتقد النائب الإيطالي ماتيو بيرجيو الحكومات الإيطالية المتعاقبة لتراجع نفوذها في ليبيا؟ وهل يجب على الليبيين أن يستمروا تحت سلطة الثقافة الإيطالية كأحد مكونات قوتها الناعمة، التي تعني الهيمنة والسيطرة؟ ثم هل يريد النائب ماتيو أن يستمر النفوذ الإيطالي الثقافي والاقتصادي في ليبيا دون النظر إلى ما يريده الليبيون؟ ثم ألا يعني حديث النائب الإيطالي اعتبار ليبيا منطقة نفوذ ثقافي، نوعا من الاستعلاء عبر التقليل من قيمة وثقافة الآخر ودعوة للتبعية؟ ثم ألا يعتبر حديث النائب مهينا لليبيين، لأن مفهوم النفوذ يقابله خضوع وإذعان طوعي للمنطقة التي هي محل هذا النفوذ؟ ثم ألا يعبر حديث النائب الإيطالي عن عقل ثقافي استعماري، ما يزال يجتر تلك الثقافة التي أسست لحقبة الاستعمار؟ ثم هل يجب على الليبيين أن يستمروا أسرى النفوذ الثقافي والاقتصادي الإيطالي الممتد منذ قرون كما يقول، حتى يشعر هذا النائب الإيطالي بالرضا؟ ثم ألم يدرك هذا النائب علي صعيد الثقافة والوعي الفردي والجمعي، أن ليبيا لم تعد شاطئ روما الرابع؟
بين الحماقة والمراهقة..!
رد مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني على تصريحات إسرائيلية بشن
عمل عسكري ضد طهران، أنه “في حال ارتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران، سنسوي تل أبيب بالتراب انطلاقا من لبنان”.
مشاكسة...إذا كان مرتضى يريد تسوية تل أبيب بالتراب، لماذا من لبنان وليس من طهران؟ أو من أي مكان آخر؟ أليس الواجب أن يكون الرد الإيراني من داخل الدولة الإيرانية؟ ثم لماذا تدمير تل أبيب ينطلق من لبنان تحديدا؟ هل لبنان إقليم تحت وصاية إيران ؟ ثم ألا يعتقد المسؤول العسكري الإيراني أن لبنان معتمد كدولة مستقلة ذات سيادة، وهي وحدها نظريا على الأقل من يقرر مسألة الحرب؟ ثم ألا يعتبر تهديد المسؤول الإيراني للكيان الصهيوني، بأن لبنان هي منطلق الخطر الإيراني المستقبلي، هو في أحد جوانبه استعداء إسرائيلي على لبنان؟ ؟ ثم ألا يؤكد هذا الحديث غير المسؤول الاتهامات الموجهة لحزب الله اللبناني أن أجندته ليست لبنانية؟ ثم ألا يعزز هذا الحديث حملة الاتهامات التي يتعرض لها حزب الله اللبناني من أطراف داخلية وخارجية؟ ثم لماذا هذا الاستفزاز لقطاعات واسعة من اللبنانيين التي ترفض ما تعتبره النفوذ الإيراني في لبنان عبر حزب الله؟ ولماذا جلب هذا الاستعداء المجاني للكثير من اللبنانيين؟ ولخدمة من؟ هل هي المراهقة الثورية؟ أم الحماقة؟ أم كليهما؟