منصة الصباح

عندما يقع الأبناء ضحية الطلاق .. هل تحل زوجة الأب محل الأم؟

مشاهدات : فتحية الجديدي

رغم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ‘إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”. ألا أن حالات الطلاق تقع في العديد من الأسر التي بدورها تختار هذا الحل لاستحالة استمرار العيش معا.

ويختار أحد الطرفين الزوج أو الزوجة هذا الطريق ربما لحياة أكثر استقرارا وهدوءاً بسبب دخول المشاكل التي تتحول إلى صراعات دائمة بحيث تفقد الاستقرار والهدوء كعامين مهمين في بناء أسرة سليمة تخلو من العقد والسلبيات التي تلحق الضرر بها وتهدم بنيانها، لهذا قد يلجأ طرفا الأسرة للفراق ووضع نهاية للارتباط وفك هذا الرابط بينهما…

عند أخذ قرار الانفصال بين الزوجين ينصرف تفكير كل منهم نحو التخلص من الرابط الذي كان يجمعها، والتفتيش عن حياة أفضل تكون أكثر أمانا، دون النظر لشكل الحياة التي سيعيشها الأبناء فيما بعد في غياب أحد الأبوين، في حين أن الأبناء هم ثمار علاقة زوجية تقضي بوجودهم ضمن الإطار الأسرى، ومن المفترض أن يلاقوا رعاية اجتماعية خلال هذا الغطاء الاجتماعي الصرف، وفي لحظة ينقشع هذا الغطاء وينكسر الإطار وتنتهي الرعاية مع آخر إمضاء على وثيقة الطلاق من الأب والأم..

فالأبناء  والحال هذه هم ضحية الطلاق خاصة عندما يكونون في سن صغيرة دون أن يجدوا ملاذا إلا العيش مع أحد الأبوين بما يكفله لهم القانون، ومع هذا فهم ضحية الفقد والحرمان، نتيجة اختيارات خاطئة وأسلوب حياة غير سليم وأيضا لقرار غير مسؤول كذلك.. لكن نتائج هذا القرار تستدعي الكثير من الأسئلة الموجعة…

هل مصير الأبناء على المحك لوالدين منفصلين؟

هل الأبناء ضحية للطلاق حتى وإن عاشوا مع الأم؟

لماذا يعتبر الأبوين الطلاق خلاصا لهم دون النظر لمصير أبنائهم؟

هل ينتج عن الطلاق أطفالا أقرب للانحراف غالبا؟

أسئلة مهمة تطرح أمام العديد من حالات الطلاق التي ينجم عنها أطفال غير مستقرين في حياتهم، ومعرضين للاضطرابات النفسية المختلفة التي تؤدي لاتباع بعض السلوكيات السيئة ومنها الانحراف، وهي سلوكيات يمكن للكثيرين رؤيتها عند تسليط الضوء عليها.

غير أن ما نود تسليط الضوء عليه في هذه المشكلة الاجتماعية بالغة الأهمية والتعقيد بالمعنى الإنساني هذه المرة  هو موضوع يمثل الشق المهم جدا من عملية الطلاق ، وهو المتعلق بحياة الأبناء لأبوين منفصلين، وكيفية تفاعلهم مع المجتمع والتكيف مع المحيط؟ وما هي البدائل لذلك، وصولا لموضوع مهم وهو وجود الأبناء مع زوجة يختارها الأب المطلق لتحل محل الأم، لتعوضه كما يقدر عن حياته غير الموفقة مع الزوجة السابقة، مستندا في ذلك إلى حق يكفله له القانون والشرع، من أجل حياة هانئة … رغم بقاء الأبناء معه.

ما أخذنا لهذا الحديث، هو وجود العديد من الشكاوى من بعض أفراد الأسر المفككة، جراء حصول الأب على حق عيش الأبناء معه، لكن سرعان ما تظهر المشاكل بمجرد وجود زوجة أب أي الأم البديلة!

في مثل هذه الحالات تكبر بذرة التمرد على تصرفات الأبناء، التي توصل إذا لم يجري ضبطها إلى الجنوح فمثلا أحدهم يحاول الخروج الدائم إلى الشارع، والآخر يأخذ القرارات غير المسؤولة بعيدا عن والده، والأخرى تتسرع في خياراتها وتتخذ القرارات المستعجلة غير الصائبة، لأنهم بكل بساطة يحاولون جميعهم التخلص من البقاء في البيت مع زوجة الأب أو ما يطلق عليها اسم (الدادة)! وفق المفهوم الاجتماعي، بل يتعدى الأمر إلى القيام ببعض الممارسات الخاطئة وتعريض أنفسهم للخطر لرفضهم الحل الاجتماعي الذي اختاره الأب، حتى أن هناك من الأبناء من خسرته أسرته، وخرج من نطاقها وعاش بعيدا عنها!

إن الأخطاء التي تحدث بالمحيط العائلي ليست بسبب ممارسات الحقوق بقدر ما هي نتاح غياب العلاجات المصاحبة أثناء اتخاذ أي قرار يهم العائلة بالكامل بما فيها إذا كانوا على درجة ولو بسيطة من الوعي والإدراك، وأن كي لا يكون  أي فرد من أفراد العائلة هو الضحية، وأن يكون هناك جرأة في مواجهة أي تغيرات طارئة داخل العائلة حتى يسودها التفاهم والاتفاق على أسس تساعد على استمرار هذا المكون الصغير أو النواة الاجتماعية المهمة في مجتمع أكبر، والمحافظة على المؤسسة الصغيرة ولو انتابها تغيرا طارئا جاء نتيجة ظرف ما، وهذا يعني أنه لا يمكن لهذه الشراكة الجديدة أن تهدم  ما أنتجته مؤسسة اجتماعية سابقة، و أن لا تكون الحلول على حساب أبنائنا ، ولو كانت من أجلهم، لهذا من المفترض إقحامهم  للمشاركة في اتخاذ أي قرار مصيري، أو غير ذلك يهم الأسرة فهم الأطراف الحقيقة للأسرة المعول عليها لبناء مجتمعي جديد.

شاهد أيضاً

موسى يؤكد ضرورة سرعة ودقة إدخال بيانات الحجاج للمنظومة الإلكترونية

أكد منسق المنطقة الوسطى أ (مصراتة – زليتن – الخمس – مسلاتة) علي محمد موسى …