منصة الصباح

«رحلت ستيفاني وبقت الناس تعاني !»

عبدالرزاق الداهش

 

ذهبت ستيفاني بعد أعوام من الجهد، ومن الاجتهاد، ومن الذي يتملقونها سرا، ويتهمونها علنا، ومن كل حرق الأعصاب.

لن تخسر هذه السيدة الأمريكية مرتبها، ولا وظيفتها، ولا سمعتها الدولية، ولا حتى هدية واحدة من هداياها.

لن تخسر ستيفاني ليبيا، ولكن ليبيا هي من ستخسر ستيفاني.

سوف تنام على بعد سبعة آلاف كيلومتر من شط الهنشير، ولا أحد سيقول لها عن اشتباكات، أو تحشيدات، أو تهديدات، وباقي القاموس الليبي الحزين.

حاولت المرأة أن تكون ليبية أكثر من الليبيين، ولكنها لم تفلح في وجود ليبيين لم يحاولوا أن يكونوا حتى أنصاف ليبيين.

حاولت المرأة أخيرا استبعاد من يعرقلون الحل، ولكن من يعرقلون الحل استبعدوا هذه المرأة.

الليبيون في كل مرة هم الخاسر الوحيد في هذه التراجيديا الطويلة، فقدوا اولادهم، وفقدوا مقدراتهم، وضيعوا وقتهم.

ذهبت المرأة التي لم تكن حديدية ولم تكن خشبية، وبقى هذا الشعب على حاله، يعيش سوريالية غريبة.

الليبيون أكثر شعب إنفاقا على الأمن، وهو أكثر الشعوب حرمانًا من الأمان.

الليبيون أكثر شعب إنفاقًا على التعليم، وهو أكثر الشعوب حرمانًا من المعرفة.

والليبيون أكثر شعب إنفاقًا على الصحة، وهو أكثر الشعوب بحثا عن العلاج في الخارج.

والليبيون أكثر الشعوب إنفاقا على الكهرباء، وأكثر شعب يعيش في الظلام.

الديمقراطية لدينا حكم القلة، والقانون سطوة الأقوياء، والمدنية ترتدي البزة العسكرية، وحزب الأغلبية هو حسبي الله ونعم الوكيل.

 

وشكرا ستيفاني.

شاهد أيضاً

أيام‭ ‬الصحافة‭ ‬ 

  فتحية الجديدي سؤال‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬وجب‭ ‬طرحه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬لأسباب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ …