منصة الصباح

نافذة

المخالفات، التجاوزات، أسبابها ودوافعها.. فهل أصبحت ظاهرة مجتمعية يتوجب علينا تقبلها أم ماذا ؟ وعلى من تقع المسؤولية ؟

انتشار الجرائم الأخلاقية أصبح شيء مسلم به في مجتمعنا البسيط المحافظ المترابط..

الأفكار الإجرامية الشيطانية تجاوزت كل حدود العقل والمنطق ، فأي عقل يمكنه أن يبرر ما قامت به ممرضة تجردت من آدميتها ومن أخلاقيات المهنة كما رأينا وقرأنا في مواقع التواصل الاجتماعي.. الحادث البشع الذي بالكاد أصدقه رغم مشاهدتي صور طفل رضيع مقطوع الإصبع في مستشفى بإحدى المناطق الليبية!!.

السؤال هنا ما هي الأسباب التي دفعت هذه المرأة لارتكاب هكذا جريمة ؟ ولماذا أقدمت علي ارتكابها لهذا الجرم مستغلة وظيفتها وثقة الناس بها؟!! هل كانت تعتقد أنها لن تتعرض للمحاكمة أو حتى المساءلة؟ أين رقابة الإدارة في مستشفياتنا من كل هذا وغيرها من الجرائم المسكوت عنها؟ لماذا هذه الكراهية ؟ لماذا كل هذا الانتقام ؟ كيف يمكن أن يكون مصير هذا الطفل؟..

وكيف سيكتب حروفه الأولى في المدرسة؟..

وكيف سينظر له الأطفال في مثل سنه؟

ليست هذه الجريمة الوحيدة التي حدثت وليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما لم يكن هناك رادع أخلاقي وديني واجتماعي ، بل أصبح بيننا مرضى نفسيين متوحشين ومجرمين وقتله محترفين وخارجين عن القانون، ( كل هؤلاء يعيشون بيننا و يعملون معنا ويحتكون بنا دون أن نعي مدى خطورتهم ولا نعي أي منا سيكون الضحية القادمة؟ ) .

هناك الكثير من الجرائم، تمارس جهارا نهارا أمام أعيننا ونحن لا نحرك ساكنا خوفا علي أنفسنا وأطفالنا ويا ليت الخوف يحد من انتشار الجريمة..!

على العكس من ذلك..الخوف هو العامل الأساسي الذي شجع الجبناء والمجرمين على التمادي في جرائمهم . تصفية الحسابات الشخصية، القتل، التنكيل بالجثث، حالات الخطف والحرابة وطلب الفدية وقتل المخطوفين الذين لا حول لهم ولا قوة حتى بعد استلام الفدية!.. السطو والسرقة، حرق البيوت والمحلات، انتشار الفتنة والأحقاد، قطع أرزاق الناس بكل سهولة، حالة التوحش والسادية المنتشرة بيننا.. إلى متى سيستمر هذا الحال ؟ وما نهاية كل هذه الجرائم والتجاوزات؟

كل هذه الدماء التي سالت لم ترو القتلة.. كل هذا الوجع والبكاء والنحيب لم يحرك ضمائر المجرمين ساكنا.. كم نحتاج للأمان، وأن لا نخاف ونعيش في هدوء وسلام.. متى ينتهي هذا الكابوس.

لابد من تفعيل القوانين الرادعة للمجرمين والتي تحافظ على الأمن والاستقرار وتحفظ حقوق الإنسان الليبي في وطنه.. لابد من محاكمة المجرمين والقتلة ووضع المختلين والمرضى النفسيين في المستشفيات لتلقى العلاج وإعادة التأهيل.. ولابد من الحفاظ علي كيان الدولة.

ايناس اليوسف

شاهد أيضاً

(عن ايام الطباعة نار ورصاص واورام )

زكريا العنقودي انا ولد مطبعة وكبرت من عمري 15 العام بين الحبر والاوراق ، وللعلم …