منصة الصباح

ليبيا وإن طال الكدر

بوضـــوح

بقلم / عبدالرزاق الداهش

 تسعة أشهر من الحرب، أخذت قرابة الثلاثة آلاف قتيل، ونحو سبعة آلاف جريح، أشعلت النار في بيوت الآلاف، وفي قلوب آلاف الآلاف.

كل الذين ماتوا على الجبهتين هم ليبيون، وخيرة شباب ليبيا، خسرتهم البلاد قبل أن يخسروا أنفسهم.

وكل الدماء التي سالت على الجبهتين هي دماء ليبية، فقدناها في حرب الفواتير الباهظة، وبالمجان.

كل البيوت التي تهدمت، والممتلكات التي أكلتها النيران، هي بيوت ليبيين، وهي أصول تعود إلى ليبيا.

لو توقفت الحرب في أول يوم، ما كنا نخسر كل هذا العدد من شباب ليبيا الذين قتلوا، أو الذين بترت أطرافهم.

لو توقفت الحرب في أول يوم، ما كنا نفقد كل هذه البيوت التي صارت بقايا بيوت وبقايا ذكريات.

ولكن تتوقف الحرب اليوم أفضل من بعد عام، أو شهر، أو حتى يوم، تحصد فيه أرواح، وتنزف فيه دماء، وتبكي فيه أمهات.

يكفي تحريض على الحرب، ويكفي تحريض على الموت، يكفي تحريض على إشعال النار، وإشعال الضغينة.

يكفي خطاب تشفي، ويكفي خطاب كراهية، ويكفى خطاب تجييش، ويكفي من لغة الأحقاد العقيمة.

اتركوا الليبيين يتنفسون الهواء، اتركوهم ينامون ليلهم مرتاحين، بعيدا عن مفردات الموت، والخراب، وغبار الحرب.

من حق الليبيين أن يعيشوا حياة أفضل من هذا الكابوس الذي لا يريد أن ينتهي، من هذه المأساة الطويلة.

من حق الليبيين أن يعيشوا بلا أحزان، بلا دموع أمهات، بلا دموع أطفال، أو طيش كبار.

من حق الليبيين أن يعيشوا في سلام، في رفاه، في دولة مدنية، ديمقراطية، وقد غادروا زمن التخلف، بكل كراكيبه، ونهائيا .

شاهد أيضاً

الطب الأعمى

في العقدين الأخيرين حدث تطور تقني وتكنولوجي طبي كبير، ساهم في إبصار الطب، وأصبح التشخيص …