منصة الصباح

سميتانا والقصيد السيمفوني 2

حـديـث الثـلاثـاء

                                                             مفتــاح قنــاو

 

كانت أهم المحطات في حياة سميتانا لقائه بالموسيقار المجري المعروف فرانز ليست حيث صاحبه فترة من الزمن وتعلم منه فكرة تأليف القصيد السيمفوني الذي يتخذ من أسطورة أو فكرة أدبية أو لوحة لرسام أو قصيدة لشاعر موضوعاً مهماً يرتكز عليه في صياغته اللحنية .

التقت هذه الأفكار مع حنين سميتانا لوطنه الذي يرزح تحت الاستعمار , حيث عاد إلى مدينة براغ مع اندلاع الثورة ضد الاحتلال النمساوي ليساهم بفاعلية كبيرة في إذكاء الروح الوطنية من خلال وضع مجموعة من الأعمال الموسيقية إلا أن أهم أعماله كانت قصائده السيمفونية الستة التي أطلق عليها مجتمعة اسم “وطني” وهي الأعمال التي قدم وعبر من خلالها عن إحساسه وحبه لوطنه , وقد شمل تغنيه ببلاده أراضيها وجبالها ومراعيها وأنهارها وحكاياتها وأساطيرها وجمال الطبيعة فيها .

القصيد السيمفوني الأول كان بعنوان ( فيشي هراد ) وتعني القلعة العالية وهي منطقة جبلية جميلة من ضواحي العاصمة براغ وهي أيضا على ضفاف نهر فلتافا الذي يشق العاصمة إلى نصفين .

القصيد السيمفوني الثاني. بعنوان فلتافا وهو اسم النهر الذي يجري من المناطق الجبلية في الشمال وتحديداً في منطقة ( شومافا ) حيث ينبع النهر من منبعين احدهما ساخن والأخر بارد ثم يلتقيان ليكونا المجرى الكبير للنهر ويصور سميتانا حركة النهر من عند منبعه إلى سهول منطقة بوهيميا الغربية ليدخل بعدها إلى غابة كثيفة ويصور سميتانا ذلك بدمج أصوات الطيور في الغابة وهي تغادر أو تهبط على الأشجار مع خرير الماء , كما تظهر أصوات الصيادين في المقطوعة و أصوات نصب الشباك لصيد السمك .

بعد خروجه من الغابة يدخل النهر إلى منطقة سهول خضراء مرة أخرى حيث يقدم سميتانا في هذه المقاطع موسيقى تعبر عن رقص الفلاحين في تلك المناطق ويدمج ذلك بالعديد من الأنغام الشعبية والأغاني الريفية المعروفة في تلك المناطق ( هنا لا ادري لماذا تذكرت العمل الموسيقي الليبي المهم رحلة نغم الذي طاف كل المدن الليبية ).

شاهد أيضاً

(عن ايام الطباعة نار ورصاص واورام )

زكريا العنقودي انا ولد مطبعة وكبرت من عمري 15 العام بين الحبر والاوراق ، وللعلم …