منصة الصباح

بيان مهم ولكن ليس بالكلمات

بقلم / عبد الرزاق الداهش 

عندما بدأت شركة المدار تشغيل شبكتها في طرابلس، كان الهاتف النقال في الدول المجاورة مشروع على الورق، وحتى مجرد أخبار على صفحات الجرائد.

صحيح كانت البدايات صعبة، وكانت أعمال التوسعة متأخرة، وكانت أسعار الخدمة عالية، وكانت جودة الأداء مفقودة، ولكن كانت هناك مبادرة، وهذا استثنائي.

ثقافة المبادأة تعكس حقيقة مهمة، وهي وجود ذهنية قادرة على التصالح مع المستقبل، قادرة على التجاوز، قادرة على تخطي النمطية.

خدمات الجيل الخامس، لا يعني فقط أن ما كنا نحتاج يوم لتحميله صار يمكن تحميله في ثانية.

وخدمات الجيل الخامس لا يعني فقط مضاعفة السرعة عشرين مرة على خدمات الجيل الرابع.

وخدمات الجيل الخامس لا يعني فقط سرعة أكبر، وجودة أرفع، بأمان أعلى، بتكلفة أقل.

تدشين الجيل الخامس في ليبيا، وفي هذا الظرف الليبي الصعب، والحرب على طرابلس، هو أهم بيان ضد هذه الحرب العبثية، وضد التخلف، وضد إبقاء ليبيا في معسكر السقوط.

الجيل الخامس مشروع حلم بالنسبة لدول الجوار، ومشروع مرتبك حتى بالنسبة لدول متقدمة، بسبب الحرب التقنية بين الجبارين الأمريكي والصيني، ولأسباب أخرى.

أهم ما في حادثة انتساب ليبيا لنادي الجيل الخامس، هو ما يبعثه ذلك من رسائل في كل الاتجاهات، ولمن يريد أن يقرأ، أو من يريد أن يفهم..يبقى أن دخول الجيل الخامس لا يعني كل شيء، لأن أهم من ذلك هو كسب ذهنية العصر، وعقلية ثورة الاتصالات، والتحرر من الماضي، ومشتقاته.

معركة النفاذ للعصر هي المعركة الواجبة، هي المعركة التي نفرضها على أنفسنا.

وأفضل إدارة لأي حرب، أن لا ندع الحرب تديرنا.

شاهد أيضاً

سحب عينات من شحنة لقاحات الحمى القلاعية الموردة

باشر فريق جهاز الرقابة على الأغذية والأدوية فرع بنغازي عملية سحب عينات من الشحنة الموردة …