منصة الصباح

بدءاً من أزميت وانتهاء ببنغازي

طارق بن دلة

يدخل منتخبنا الأول لكرة القدم مباراته الأولى في تصفيات كأس العالم 2022 أمام الغابون غرة سبتمبر القادم بدون ضغوط, وهي ميزة قد تؤتي أكلها إن أحسن الناخب خافيير كلينتي استغلالها, إضافة لعامل الأرض, لكن كل ما سبق لا ينفي صعوبة مواجهة رفقاء مهاجم أرسنال باتريك أوباميانغ.

واليوم لا يسمع في زوايا الشارع الرياضي إلا الحديث عن استعدادات اللاعبين الذين وقع عليهم اختيار المدرب الباسكي, بعد أن هدأت موجة الانتقادات المعترضة على القائمة المختارة, والتي تباشر منذ أيام تدريباتها بمعسكر إعدادي على الأراضي التركية.

وفي التقرير التالي نأخذكم قراءنا الأعزاء في رحلة محطتها الأولى في أزميت مقر إقامة الفرسان حالياً, ثم تليها محطتان تتحدثان عن طاقم التحكيم والخلفية التاريخية للمواجهة بين منتخبنا ونظيره الغابوني.

من أزميت

يواصل لاعبو المنتخب تدريباتهم بمنتجع أزميت الرياضي شمال إسطنبول العاصمة التاريخية والاقتصادية لتركيا, وتحت قيادة المدير الفني الإسباني خافيير كليمنتي.

ويستمر هذا المعسكر إلى الـ28 من أغسطس الجاري, وتتلخص مهمته الرئيسة في خلق الانسجام بين اللاعبين, لاسيما المحليين, على أن ينضم المحترفون إلى المجموعة لاحقاً بعد العودة إلى  أرض الوطن, للوصول إلى قائمة من 22 لاعباً فقط سيكونون التشكيلة التي ستواجه الغابون على ملعب بنينا بداية الشهر القادم.

ويتخلل هذا الملتقى التحضيري مباريات ودية مع فرق خليجية, ستجعل كليمنتي يقف على مستوى لاعبي الفرسان, وتمكنه من التعرف على الإمكانات البدنية للاعبي المنتخب.

في انتظار المحترفين

تضم قائمة اللاعبين المتواجدين حالياً في معسكر تركيا أولئك المحليين فقط, على أن يلتحق بهم المحترفون قبل 3 أيام من المباراة, وعلى رأس هؤلاء المعتصم المصراتي المنغمس حالياً في منافسة الدوري البرتغالي, والذي قد يغيب عن مباراة يوم الأحد القادم التي ستجمع تجمع براغا وفيتوريا غيماريش لحساب الجولة الرابعة من (البريميرا ليغا).

أما حمدو الهوني فيشارك فريقه الترجي تحضيراته للموسم الجديد بعد أن وقع اختيار مدرب الفريق الجديد راضي الجعايدي عليه ليكون ضمن الركائز الرئيسة للـ(إسبرنس), وكذلك الأمر بالنسبة لمؤيد اللافي المتوّج قبل أسابيع ببطولة الدوري المغربي مع الوداد, والحائز على ثقة الجميع هناك.

وغير بعيد عن مقر إقامة منتخبنا, يقضي السنوسي الهادي تدريباته مع العربي الكويتي, وسينتقل بعدها لينضم إلى المنتخب في تركيا ويعود معه إلى أرض الوطن, أما محمد الطبال لاعب شبيبة القبائل فقد سجل عودة إلى صفوف الفرسان بعد طول غياب

نجوم الممتاز

وفي جانب المحليين تظهر أسماء عدة تألقت في نسخة الممتاز المنتهية قبل أسبوعين تقريباً, منهم متوسط ميدان السويحلي نور الدين القليب, المدافع الواعد لأهلي بنغازي علي يوسف, ظهير الاتحاد العائد بقوة إلى عالم الإبداع محمد منير, وزميله الحارس الشاب معاذ اللافي والمخضرم فيصل البدري, دون أن ننسى البارع محمد الترهوني ظهير الأهلي طرابلس.

وتضم القائمة الكاملة للمنتخب كل من : محمد نشنوش – مراد الوحيشي – معاذ اللافي – سند الورفلي – المعتصم بالله صبو – على سلامة – أحمد التربي – على يوسف – محمد المنير – محمد الترهوني – الطاهر بن عامر – عبد الله الشريف – فيصل البدري – عمر الخوجة – محمد التهامي – محمد الجورني – المعتصم بالله المصراتي – أيمن عمير – السنوسي الهادي – مؤيد اللافي – حمدو الهوني – نورالدين القليب – محمد صولة –محمد الطبال – محمد زعبية.

مشكلة جديدة

بعد أن خفت وتيرة الانتقادات الموجهة من الشارع الرياضي تجاه الإدارة الفنية, لما أسموه تغافلاً منها عن بعض اللاعبين المتميزين في الدوري الممتاز, أو أولئك المتألقين خارجاً, طفت إلى السطح مشكلة أخرى بطلها مراسل لإحدى القنوات التلفزيونية ولاعب المنتخب محمد زعبية.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هذا المراسل وهو يقوم ببث مباشر عبر حسابه على موقع (فيسبوك) أثناء تدريب المنتخب, ثم يمم بالكاميرا شطر زعبية الجالس وعلق قائلاً أن هذا الأخير يعاني إصابة منذ مباراة نصف نهائي الدوري المنصرم, ما دفع مهاجم الاتحاد للرد عليه بأنه لا يعاني أية إصابة, مطالباً المراسل بما أسماه مهنية في الأداء وبأن يستقي المعلومة من مصادرها.

هذه الحادثة أثارت تعليقات عديدة وأحدثت ربكة على المستوى الجماهيري, ونأمل أن لا يمتد أثرها إلى داخل بنية المنتخب, مع التأكيد على ضرورة قيام المرافق الإعلامي للمنتخب بدوره في تنسيق تعامل وسائل الإعلام مع لاعبي المنتخب وجهازه الفني, للابتعاد عن انقسامات قد تكون أكبر المثالب التي تنخر في جسد منتخبنا.

أهمية البدايات

فترة الإعداد هذه تكتسي أهمية كبرى لمنتخبنا, لأنها تسبق مباراتيه الأوليين في تصفيات كأس العالم, واللتان ستحددان بدرجة كبيرة مسيرته اللاحقة, ليس على مستوى الوصول للمونديال فقط, بل قد تؤكد أو تطيح بخطط كليمنتي واتحاد اللعبة الموضوعة مبدئياً لسنوات قادمة.

ويستقبل الفرسان رفقاء باتريك أوباميانغ على ملعب بنينا في أول أيام شهر ستبمبر القادم, ثم يطيرون إلى لواندا عاصمة أنغولا, ليلتقوا منتخبها بعد ذلك بـ6 أيام على ملعب 11 نوفمبر.

أما المواجهتان الأهم واللتان ستجمعان منتخبنا بجاره المصري فستكون في بداية أكتوبر القادم (الذهاب في أحد الأيام من 6 إلى 9 والإياب بعدها بأيام قلائل).

ويتواجد الفرسان في المجموعة السادسة صحبة المنتخبات الثلاثة التي تم ذكرها, علماً بأن المرحلة الثانية (دور المجموعات) من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022 تضم 10 مجموعات, سيتأهل متصدر كل منها إلى الدور النهائي, وعندها ستتكفل القرعة بوضع كل منتخبين من المتأهلين قبالة بعض في مباراتي الذهاب والعودة, ويرشح عنها المنتخبات الخمسة التي ستظهر على الملاعب القطرية العام المقبل.

حكم المباراة

وقع الاختيار على الحكم الإثيوبي بمالاك تيسيما لإدارة مباراة منتخبنا ونظيره الغابوني, وتيسيما البالغ من العمر 41 عاماً هو متخصص في البحوث الطبية والاجتماعية, ودولي منذ السنة 2009.

وأوكلت لهذا الحكم عدة مباريات مهمة على مستوى القارة السمراء, منها نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية سنة 2019 بين الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي, مباراة السوبر الأفريقي في ذات العام بين الرجاء المغربي والترجي التونسي, ونهائيين متتالين لدوري أبطال أفريقيا (ذهاب 2017 بين الأهلي المصري والوداد المغربي وإياب النسخة التي تليها بين الترجي التونسي والأهلي المصري).

لكن المباراة الأشهر لتيسيما كانت تلك التي جمعت تونس والسنغال في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2019, ويومها احتجت تونس بشدة على ما وصفته بتغافل عن ركلة جزاء شرعية لمصلحتها.

 

لمحة تاريخية

مباراة بنينا القادمة ستكون الخامسة التي يقابل فيها الفرسان الغابون, حيث سبق والتقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة, انتهت 3 منها لصالح منتخبنا, وواحدة لصالح الفهود الغابونية.

أول مباراة تقابل فيها منتخبنا مع الغابون كانت سنة 1999 في بطولة النهر الصناعي الودية, وانتهت لمصلحة الفرسان بنتيجة 2-0, وسجل الأهداف يومها خليفة الماقني وجهاد المنتصر, أما آخر مواجهة بين المنتخبين فكانت في ربع نهائي كأس أفريقيا للمحليين (شان 2014) بجنوب أفريقيا, وكان التعادل السلبي سائداً في دقائقها الـ90, ثم لعبت إثر ذلك ركلات ترجيح انتصر فيها منتخبنا 4-2.

ومابين هاتين المباراتين لعبت أخريان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010, عندما أوقعت القرعة الفرسان والفهود في المجموعة الخامسة, وفي مباراة الذهاب بطرابلس وانتهت لمصلحة منتخبنا بهدف نظيف جاء عبر نيران صديقة وبأقدام الغابوني مويس أبانغا, أما مباراة الإياب فاحتضنها ملعب عمر بانغو بالعاصمة الغابونية ليبيرفيل وحسمها المضيف بهدف مبانانغوي.

شاهد أيضاً

الشباب تُسلم صكوك الدعم النقدي المخصص للكشافة والمرشدات 

سلم مدير إدارة المؤسسات الشبابية بوزارة الشباب صالح الغول ظهر اليوم الثلاثاء 26 مارس صكوك …