منصة الصباح

الجيش الابيض في اليوم الأسود!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

~~~~

بينما كنًا نضع أيدينا على صدورنا، كان هناك من يضع يده على المستجد القاتل.

كان الخوف يسيطر على الجميع، والفيروس كائن مجهري أغلق علينا المدارس، والملاعب والمعابد، ولم يترك حتى الجوامع.

كان اطباء، وعناصر تمريض، وغيرهم من كتائب الجيش الأبيض، أخذوا مواقعهم في مراكز العزل، والفلترة.

تركوا بيوتهم، وعائلاتهم، وانخرطوا في معركة واجبة ضد الموت، اضطروا فيها أحيانًا لتسول الكمامات والكحول.

أكثر من ثلاثة أعوام، بكل لياليها ونهاراتها كان فيها الكثير من الدموع، والكثير من العرق، والدماء.

وبينما كان الكثير يضحون بغيرهم من أجل أنفسهم، كان هؤلاء يضحون بانفسهم من أجل غيرهم.

هل بعد هذه العشرة مع كم موجة من كوفيد 19، وكم متحور من هذا الفيروس، نقول لهم: شكر الله سعيكم؟

من قال ان كورونا لن تعود؟ أو من يقول: بإن العالم سوف ان يرى جوائح أخرى؟

صحيح الصحة قررت مكافآت كبيرة، على توقع ان الفيروس ربما شهر أو ثلاثة، ويختفي، والرقم تضخم ولكن من كل المكافأة على الأقل مقطع مستقطع اعتبروه مؤخر صداق.

ومن وكريم باذخ حتى جزء من المستحقات مع شهادة شكر قد لا تنفع وقطعا ان تضر.

يكفي انهم الجيش الوحيد الذي جاهد على انقاذنا من الموت، ولم يعمل على قتلنا.

نخشي يجيء وقت نقول في ذروته: في الليلة الظلماء نفتقد الجيش الابيض.

شاهد أيضاً

الجوائح والفاشيات والأمراض المعدية

د.علي المبروك أبوقرين مرَّ العالم والأمم بموجاتٍ متعددة من الفاشيات والجوائح، قضت على الملايين من …